على ما يبدو أن دويلة قطر لاتزال مستمرة على نهجها الإرهابي المنتظم، لا عذر أمام الولايات المتحدة الأمريكية بأن تتخذ خطوات جادة ضد النظام القطري، فالأموال التي يدفعها النظام له قد تذهب هباءً منثوراً بعد ما كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عن تقرير استخباراتي يفيد بعلم الدوحة بالهجمات الإرهابية المتعمدة على السفن في بحر عمان.

المسألة أصبحت واضحة، ولا تقبل النقاش، الدول الأوروبية وأمريكا الذين عقدوا العزم بعدم المساس بقطر، فها هي اليوم تتآمر ضدهم ولديها معلومات تفيد بأنها تعلم بنوايا النظام الإيراني بتنفيذ عدد من الهجمات على السفن مما يهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي.

ما يثيرنا في هذا الجانب أن النظام القطري عمل أكثر من عشرين عاماً على التآمر ضد الدول العربية، وزاد الطين بلة بأنه قام بمس مصالح مهمة للدول الأوروبية وأمريكا في إخفاء معلومات استخباراتية مهمة تهدد أمن الملاحة البحرية بالمنطقة، أليس هذا الأمر يعتبر خيانة للحليف الاستراتيجي وهي أمريكا؟ أما نحن كدول الخليج فإننا متعودون على هذه الأمور من الدوحة وهذا الأمر ليس بجديد علينا، ولكن أن يصل الأمر للتآمر على دولة عظمى كأمريكا وقطر تحتضن أكبر قاعدة جوية وهي «العديد».

المضحك هنا أن أمريكا تعتبر قطر هي منجم الأموال التي يجب الاستفادة منها، وقد عملت الدوحة على أن تضع أموالها بخدمة واشنطن في توسعة القاعدة الجوية، وغيرها من الصفقات العسكرية، فإذا كانت أمريكا جادة في تخاذل قطر معها فإنها ستتخذ إجراءات رادعة ضد النظام القطري وأن يكون عبرة لغيره.

أما وجهة النظر الأخرى، وهي التآمر القطري الأمريكي الإيراني على دول الخليج العربي، أي أن قطر تعلم بالهجمات كما تعلم واشنطن بذلك، وأن عدم اتخاذ أمريكا موقفاً من الدوحة حول هذه المعلومات المهمة التي اخفتها عنها، تعتبر شريكاً فعلي بالعمليات الإرهابية التي قامت بها طهران، فإذا تعمقنا أكثر بالموضوع، إن أمريكا فرضت عقوبات اقتصادية على إيران المنهارة من الداخل، وبدأت طهران تصرخ وتستغيث، ولم تلقَ أي دعم من أي جهة، ولكن المسرحية لم تكتمل بعدما كشف الستار عنها من قبل شبكة «فوكس نيوز» التي تعتبر مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولكن في أيامها الأخيرة على ما يبدو بأنه هناك خلاف حاد بين الرئيس والقناة.

فالتساؤل الذي يجب طرحه، ماذا يجب أن تقوم به الدول المقاطعة؟ هناك أكثر من خيار للتعامل مع الموضوع، أولهما هو توعية الرأي العام بما تقوم به الدوحة من تهديد للممرات البحرية وتخاذلها المستمر في التآمر على الأشقاء، أما الخيار الثاني فهو استغلال هذه الورقة في المؤسسات الدولية من أجل تعزيز ملف الدوحة الإجرامي، والخيار الذي أتوقعه من الدول المقاطعة وأميل إليه أكثر بأنها ستلتزم الصمت وستترك أمريكا وأوروبا بأن تتعامل مع الملف وأن تضع الدوحة في مرمى واشنطن مباشرة، ويعتبر هذا الخيار الأمثل في هذا التوقيت لأنه سيكشف هل واشنطن تأمرت مع قطر وإيران في تهديد الملاحة البحرية؟

المشهد السياسي بشأن قطر بدأ يتشعب، وهناك بين الحين والآخر أنباء عن انفراج الأزمة القطرية، في المقابل الساسة في الدوحة يعملون على الاستمرار في التآمر على المنطقة، وأكرر أكثر من مرة أن ضحية هذا التآمر هو الشعب القطري الذي يعاني اضطهاداً واضحاً من قبل نظامه الذي لا يفكر سوى بأن يدمر جيرانه مقابل كسب وإرضاء نظام خامنئي وحاشيته، لا نقول إلا «عيب يا قطر والله عيب».