لا أعلم من أين أبدأ، جملة اقتبسها من زميل إعلامي دائماً ما يفتتح بها تقاريره التلفزيونية المثيرة على قناة البحرين الرياضية، جملة يكررها في جل تقاريره ويقدم من خلالها تساؤلات على الصعيد الرياضي، ولكنني هنا أحولها إلى تساؤلات على مختلف الأصعدة، بالفعل لا أعلم من أين أبدأ، هل أبدأ من العام المنصرم وما حمله من أمنيات ومشاريع لم يتحقق بعضها، أم أبدأ من العام الجديد والأمنيات الجديدة له.

عام انقضى بكل ما حمله من تحديات وصعوبات، عام انقضى وحققت من خلاله البحرين نجاحات في كافة الأصعدة والمجالات، عام انقضى ونحن نتنفس من خلال الكتابة والأقلام والأوراق، عام انقضى وشهد من خلاله صعوداً لم يسبق له مثيل لبعض مشاهير السوشل ميديا، منهم من حمل رسالة ومضموناً ومحتوى، ومنهم من وصل إلى القمة عبر تفاهات وادعاء بالجنون وعرض للأجساد وغيرها.

عام انقضى ونحن نترقب الجديد من الجميع، الجديد من الابتكار المؤسسي والعمل الحكومي والخدمي وحتى الخاص، عام انقضى ومازلنا نطالب ونمني النفس بالاهتمام السياحي وتطوير مصادر الدخل، عام تلو العام يمر وسوحلنا مازلت في مجملها مهملة ولم تشهد الاستثمار والتطوير.

سنة جديدة مقبلة نحمل في داخلنا لها أحلاماً جديدة، نأمل من خلالها عدم تكرار ما كنا نكتبه وننقده، نأمل في هذه السنة الجديدة أن نشهد تحولاً في العمل المؤسسي والاجتماعي والرياضي والثقافي والأدبي وحتى العلمي، سنة جديدة نتمنى أن تشهد تطبيق النقطة الواحدة على جسر الملك فهد لكي ينتهي مشهد طوابير السيارات وأن يتم التنقل عبر هذا المشروع الرائد في غضون دقائق، نأمل أيضاً أن نشهد البدء في العمل على مشروع الربط بين مدن وقرى محافظات المملكة عبر شبكة مواصلات حديثة، سنة جديدة نتمنى أن يشهد التعليم من خلالها قفزة نوعية، وأن تختفي طوابير العاطلين وينتعش القطاع الخاص عبر أيادٍ بحرينية، وأن تنتهي الازدحامات المرورية، ونشهد اهتماماً إعلامياً واستثمارياً عبر إنشاء المدن الإعلامية والقنوات الفضائية الخاصة، وجذب الاستثمارات الفنية والترفيهية.

نحن وفي العام الجديد نكتب من قلوب عاشقة للوطن، قلوب ولاؤها المطلق لمليكها وقائدها، لأرض دلمون وأوال، لأرض عشنا وترعرعنا بها أباً عن جد وكابراً عن كابر، نكتب وننتقد لمصلحة الجميع لا لمصالح شخصية أو خارجية، نقترح لكي يكون الوطن مثالاً للجميع، ووجهة أولى للسياحية الاقتصادية والاستثمارية والعلاجية والثقافية والتعليمية والرياضية، لتكون البحرين الأولى دائماً.

أخيراً وليس آخراً، لن نقول أهلاً بالعام الجديد، بل سنقول انتظروا البحرين في هذا العام، انتظروا مهد الحضارات ومملكة السلام، انتظروا أرض الخلود ومملكة التسامح بين الأديان، انتظروا مملكة قائدها حمد لتندهشوا ماذا تخبئه البحرين لأبنائها وزوارها.