لو قدر لشبابنا الذي مازال لديه أدنى شك في معدن وأصل وحقيقة الجماعات الدينية التي أعجب بها يوماً ما أو اتبعها أو حتى تعاطف معها كالإخوان المسلمين أو جماعة الولي الفقيه الذين خلطوا الدين بالسياسة، ما عليه سوى متابعة أخبار انهيار فلول تلك الجماعات والرفض الشعبي لها في معاقلها وأخبار قيادات ورموز تلك الجماعات التي حاربت «الدولة» واستخدمت الشباب وقوداً ووضعتهم في فوهات المدفع.

بل ليتابعوا جميع أشكال «المعارضة» المصرية كمثال من الإخوان ومن 6 أبريل وغيرهم من المقيمين في تركيا واعترافاتهم على بعض وفضحهم لخزايا بعض وسيصاب بإحباط إضافة إلى صدمة نفسية اجتماعية عصبية حلزونية.

«وائل غنيم» الذي قال عنه أوباما يوماً ما «انظروا لهذا الشاب سيكون رئيس مصر القادم» انهار و»هستر» في المقاطع التي يصورها على حسابات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة وظهر على حقيقته وعرف العالم كيف تم نفخ صورته واستغلاله أبشع استغلال من قبل المخابرات الغربية، ثم وعلى الهواء مباشرة فضح دولة قطر ممولة قناة الشرق ومكملين على قناة مكملين نفسها، وفاجأ المذيع حين سأله «بتقبضوا كام من تركيا وقطر علشان تشتموا مصر انتوا بغبغنات وبترددوا الكلام اللي جايلكم من قطر»، وحين حاول المذيع سيد توكل إسكاته صرخ في وجهه وقال له دعني أشرح دور «عزام التميمي» في الوضع المصري، فمنعه المذيع، ثم سأله من يمولك أنت كمذيع، فتهرب المذيع من الإجابة.

و»محمد علي» المقاول الفنان الذي قالوا إنه يملك أسرار السيسي وسيفضح النظام وسيدعو لثورة، انقلب أمس الأول على كل من دعمه وكشف عن اسم الوسيط الفلسطيني الذي ينقل الدولارات القطرية للمصريين في تركيا وكيف تجاوز الدعم نصف مليار دولار ومن استلم؟ ومن ضحك على من؟!!

إنها فضائح بالجملة وسلسلة انهيارات بالجملة كشفت عن دور قطر في تمويل أي معارض لمصر ودور تركيا في احتضانهم وكشفت -وهذا هو الأهم- عن وضاعة هذه الشريحة التي تاجرت بالناس بمن فيهم الإخوان مدعو التدين، وهذا الذي نريد من شبابنا البحريني أن يتابعه ويفتح عقله ليكتشف الخدعة والكذبة والاستغلال والاستغفال الذي تعرض له.

ولا يختلف الوضع أبداً عمن كانت إيران تمولهم وهم في قم أو البقاع أو كربلاء والنجف أو لندن أو برلين الآن بعد أن شح التمويل بدؤوا بالنكوص والتراجع وطلب المساعدة والرغبة في العودة، وستشاهدون كيف سيفضحون بعضهم بعضاً الآن، وأصبحت قياداتهم حائطاً يصفع بالنعال ويبصق عليها ليل نهار في معاقلهم وتداس صورهم من شباب غرروه واستغفلوه وضحكوا عليه.

الحالة نفسها تنطبق على كل من باع وطنه معتقداً أنه يعارض النظام ويرغب في الإصلاح فسلم رقبته لدولة أجنبية تموله وتحتضنه وتدعمه، بعض منهم خونة مسؤولون عن استدراج البعض الآخر واستغفاله والضحك عليه، والشريحة الثانية هم أول من يتم الاستغناء عنهم ورميهم في الشارع ومنع ما كان يحصلون عليه من الفتات، وهؤلاء هم عادة من يطلبون العودة لحضن الوطن مقابل فضح الرؤوس الكبيرة!!

نحن نعيش حقبة تاريخية غير مسبوقة تنهار فيها خطط تم الإعداد لها قبل عقود زمنية وتهيئة البيئة والأجواء لنيل المراد منها، وإذ بها تتهاوى كقطع الدومينو واحدة تلو الأخرى.