إن فرصة استمرارية النهوض لأي دولة من الدول بعد الأزمات وحتى قبلها، هو ضمان سلامة التعليم والصحة. فلا يمكن لدولة من الدول أن تقف شامخة بين الدول دون أن تملك خصائص ذهبية، مثل التعليم والصحة، وفي جائحة (كوفيد 19) سيكون الحديث عنهما هو الحديث عن قيام الدولة أو انهيارها. فلا دولة من دون تعليم مستمر، أو من دون وجود نظام صحي مُحكم يضمن لها البقاء.

خلال الكلمة السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، إلى أبنائه وبناته الطلبة والطالبات في ظل الظروف الراهنة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والجهود الوطنية للتصدي له، وذلك من خلال اتصال مرئي ببرنامج «مجتمع واعي» الذي يبث عبر تلفزيون البحرين، نوَّه جلالته حفظه الله على أهمية استمرارية الدولة لمشاريع التعليم دون أن تتوقف، وذلك عبر تطبيقات التعليم من بُعد، وعلى أن يستمر العام الدراسي بنجاح دون أن تتأثر العملية التعليمة بالظروف الراهنة، وأن يكون الجميع في موقع المسؤولية الوطنية من أجل استمرارية هذا العام الدراسي.

هذا تماماً ما أكد عليه جلالة الملك المفدى في كلمته السامية للعناصر الثلاثة الأساسية في إدارة العملية التعليمية في البحرين، وهم الإدارات التعليمية، والمعلمين، والطلبة، وذلك في كلمته الصريحة الواضحة التي قال فيها جلالته «لقد كنتم، أيها الأبناء، في مقدمة أولوياتنا لحمايتكم والمحافظة على سلامتكم منذ اللحظات الأولى لاحتواء هذه الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لاستكمال عامكم الدراسي بسلاسة وأمان ونجاح، ولمواصلة القيام بواجبكم بجد واجتهاد، وأني على يقين أنكم ستحققون النتائج المرجوة كما العهد بكم. وإنها لفرصة طيبة نتوجه فيها بالتحية والتقدير للأساتذة الأفاضل، من معلمين وإداريين، على سعيهم المخلص لاستمرار العملية التعليمية عن بُعد، وعلى أفضل وجه ممكن».

لقد وضع جلالة الملك المفدى النقاط على الحروف لأبنائه الطلبة في مسحة أبوية حانية، وذلك حين شجَّعهم وطالبهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية في ظل هذه الظروف، وأن يستمر العام الدراسي هذا بكل سلاسة وأمن وأمان، وأن يواصلوا المسيرة بكل اقتدار، كما أكد جلالته أيضاً، بأن الطلبة هم مشاريع مستقبلية واعدة للمشروع الكبير الناهض «فريق البحرين» تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. كما شكر جلالته حفظه الله الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، على ما تبذله من جهود مضنية لخدمة هذا الوطن العزيز.

كما أوصل جلالة الملك حفظه الله شكره العميق للأساتذة الأفاضل من إداريين ومعلمين على كل الجهود المضنية والكبيرة التي يقومون بها بكل تفانٍ وإخلاص خلال هذه المرحلة. ومن هنا سيكون لهذا التشجيع الملكي السامي الأثر البالغ في نفوس هذه الشريحة المهمة لمواصلة العملية التعليمة بنجاح واقتدار وتميُّز.