أرى أن مسلسل "مخرج 7" لناصر القصبي هو فاكهة مسلسلات رمضان لهذا العام وأكثرها لطافة وتشويقاً مع احتوائه للمضمون المفيد. وقد وقف وراء المسلسل، الصحفي في جريدة عكاظ، خلف الحربي، والذي عرف عنه كتابة المسلسلات الكوميدية الفنتازية مثل "سلفي" و"واي فاي" فهو المؤلف والمشرف العام على العمل.

"مخرج 7" نقل ملامح من الواقع الاجتماعي السعودي الجديد وأرسل رسائل مهمة للمتابع في قالب كوميدي حول مواضيع تتعلق بقضايا ساخنة وحساسة مثل الصراع العربي الإسرائيلي والمرأة وحرياتها المكتسبة. كل ذلك من خلال تنقل سلس بين المشاهد ممزوج بحوار مفهوم وأداء مريح من قبل طاقم الممثلين.

المثير أن المواضيع تم طرحها بجرأة عالية وبمناقشة الكثير من تفاصيلها بدون خطوط حمراء وهو أمر عودتنا عليه الكوميديا التي تنتجها الـ "إم بي سي". فدور هذه الكوميديا – على ما يبدو – هو توضيح الموقف حيال العديد من القضايا التي تشغل حيزاً من اهتمام وحديث الناس.

والذي ميز "مخرج 7" هو البروز اللافت لوجوه سعودية جديدة مقنعة جداً في التمثيل. فبرز مثلاً خالد الفراج الموهبة المذهلة التي تم اكتشافها قبل عامين أو ثلاثة وهو من مشاهير السوشال ميديا، فرع "اليوتيوب"، فقدم دور الرجل الأرعن العنيف بأداء ممتع يجبر المشاهد على الابتسامة مع كل مشهد. وكذلك ظهر بتميز الصاعد علي الحميدي في دور البدوي الجنوبي، الكريم والساذج في نفس الوقت. وهناك الممثلات السعوديات الشابات اللواتي أتقن أدوارهن إتقاناً مميزاً. فأسيل عمران وإلهام علي وهبة الحسين كل واحدة منهن تقمصت دورها وأدته باقتدار وبدون مبالغة في التعبير. والجدير بالذكر أن أسيل وإلهام انطلقتا فنياً من البحرين ومن المفرح أن نرى بروزهما الآن في أفضل المسلسلات الخليجية. أما هبة، فهي مشهورة من مشاهير "السناب شات" وخاضت إحدى تجاربها التمثيلية الأولى في هذا المسلسل حيث قامت بتجسيد دور الزوجة المسيطرة والثرثارة وأدته بموهبة واضحة.

حتى زمان قريب، كان فن الإضحاك حكراً على الكويت، فهي كانت تتفوق كثيراً في هذا الجانب. أما اليوم، فنشهد بروزاً للكوميديا السعودية ببساطتها وحسن حبكتها وقوة محتواها وأداء ممثليها مما ينعش ساحة الفن الخليجي ويجعل فيها منافسة وتنوعاً.

وأتمنى أن تستمر الكوميديا الخليجية في التطور دائماً كي تزيح عنا بعضاً من هموم الدنيا فهي وجبة تلفزيونية شهية يقبل عليها الصغير والكبير، وكل عام وأنتم بخير.