• استكمال المرحلة الأولى في تنقيب الأساسات الأثرية لجامع المهزع بالمنامة


أكدت رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة أن الجوامع والمساجد التّاريخيّة هي جزءٌ من سيرةِ اشتغالِ الثّقافةِ على المدن العريقة، كونها مكوّنًا أساسيًّا في تركيبةِ كلّ مدينةٍ خصوصًا وأنّها ملامح أصيلة تشكّل ذاكرة المكان ورمزيّة بصريّة له.

وبينت أن هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار حرِصَت ضمن مساعيها على فرد خارطة أحلام ومشاريع لاستعادةِ الهويّة البصريّة للعديدِ من المعالمِ والملامح، من بينها منارة جامع الفاضلِ في المنامة التّاريخيّة التي تسعى الثّقافة لاستعادةِ الفسيفساء والجماليّات التي تنفردُ بها هذه المنارة عبر مشروعٍ متكاملٍ بدعمٍ كريمٍ من سموّ الشّيخة مريم بنت سلمان آل خليفة وبنك البحرين والكويت.


وأعربت عن عميق الامتنان والتّقدير لتكليف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وتوجيهاته السامية لوزارة العدل والشّؤون الإسلاميّة والأوقاف بشأن التعاون مع هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار من أجلِ الحفاظِ على المساجد التّاريخيّة الأثريّة في المملكة، شاكرةً سموّه على التّكليف الرّسميّ الذي يحّققُ رؤى الثّقافة، ويُساندُ صياغةَ مساعيها الدّائمة للاعتناء بالإرثِ الإنسانيّ وإبراز جماليّاته المعماريّة والتّاريخيّة.

وقالت الشيخة مي "هذا التّكليف السامي هو موضعُ تقديرٍ واهتمامٍ، والتّوجيهات التي تقرُّ بأهميّة التّعاون والتّكامل ما بين مختلفِ الجهاتِ الرّسميّة هي تأكيدٌ على أهميّة صياغةِ شراكاتٍ حقيقيّة، نقدّمُ من خلالها مضموناتٍ عميقةٍ لكلّ ما نقوم به، وهذا رهانٌ وطنيٌّ مشترك، يؤكّد أهميّة صون وحماية وإعادة تأهيل هذه الملامح الإنسانيّة وإعادة استثمارِها وإحيائها لمواصلة أدوراها في كلّ موقع".

وأردَفَت: "هذه المساندة السامية واللفتة الإنسانية من صاحب السّموّ الملكيّ رئيس الوزراء تلهمنا كي نمنحَ ونمارس مسؤوليّاتنا ونواصل أحلامنا لحفظِ وصونِ وإعادة تأهيل كافّة المكوّنات الأثريّة والتّاريخية، التي تُعدّ المساجدَ أحد ملامحها التي نعتزُّ بها".

واشارت الى أن دعمَ سموّه الدّائم للثّقافة كرّس لمنجزاتٍ إنسانيّةٍ عديدة، من أهمّها متحف دائرة البريد الذي تمّ افتتاحه من موقعه في المنامة التّاريخيّة في أواخر العام 2015، وكذلك توجيهات سموّه الدّائمة لاستعادةِ الهويّة التّاريخيّة والدّور الوظيفيّ لجامع المهزع في سوق المنامة القديم.

من جهةٍ أخرى استكمَلَت هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار المرحلة الأولى من أعمال تنقيب الأساسات الأثريّة لجامع المهزع في سوق المنامة القديمة، والتي تمّ تنفيذها بالتّعاون مع المجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة، تلبيةً لتوجيهات صاحب السّموّ الملكيّ رئيس الوزراء، وتسعى الهيئة حاليًّا لبدء الإعداد لمرحلةِ التّنقيب الثّانية، خصوصًا بعدما كشفَت المرحلة الأولى عن بعضِ الأساسات التي من المُحتَمَل أن تعودُ إلى أواخر القرن التّاسعِ عشر، والتي ستُساهم في تقديمِ شواهد وقيمًا تاريخيّة تؤكّد أصالةَ هذا الجامع، كما ستُساندُ فريق العمل من أجلِ التّوصّلِ إلى معلوماتٍ حول التّصوّر الأوّليّ لخرائط جامع المهزع، وبالتّالي المساهمة في وضعِ تصوّرٍ نهائيّ للمشروع وتنفيذه.

وقالت الشيخة مي: التفاتة سموّه الكريمة ومساندته الدّائمة لها دورٌ حقيقيٌّ في التّوجيه لتنفيذِ المشاريعِ والمنجزات وفقًا للمعايير والمواصفات التي تعتني بقيمتِها وتاريخيّتها، والتي يُعدّ جامع المهزع إحداها، خصوصًا وأنّ هذا الجامع يجسّد خصوصيّة واستثنائيّة عريقة، تبعًا لموقعه ضمن سوقٍ قديمٍ مُدرَج على قائمة التّراث الوطنيّ الأمرُ يستلزمُ معايير دقيقة للتّعامل معه. كما أنّ ارتباطِه بهويّةٍ أصيلةٍ ومعطياتٍ تاريخيّة تلهمنا أن نكرّس من أجلِه كافّة الأدوات الثّقافيّة والعلميّة والهندسيّة".

وأشارت هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار أنّها تحرصُ في سياقِ اشتغالاتِها على صياغةِ استراتيجيّاتٍ تستندُ عليها في رؤاها وخطط عملِها، مؤكّدةً أنّ المساجد التّاريخيّة تشكّل جزءًا أساسيًّا من مساعيها واهتماماتها، حيث استعادَت الثّقافة في وقتٍ سابق مسجد المعاودة في مدينة المحرّق القديمة الذي يواصلُ دوره الوظيفيّ اليوم من ذاتِ موقعه الأصليّ، كما تمّ الإشراف على ترميم جامع بوري القديم الذي يُعدّ أحد أقدم المساجد البحرينيّة، بالإضافة إلى تدعيمِ مسجد العذّار في قرية كرّانة الذي يُعتَبر أحد الملامح المُدرَجة على قائمة التّراث الوطنيّ.

وأكّدت الهيئة استعدادها التّام لمواصلةِ التّعاون والتّنسيق مع وزارة العدل والشّؤون الإسلاميّة والأوقاف لإحياءِ المساجدِ العريقةِ ودعمِ أعمال ترميمها واستعادةِ هويّتها وأصالتها التّاريخيّة، بما ينسجمُ مع القِيَم المعماريّة الأصيلة لها وعلاقتها بالنّسيجِ العمرانيّ المحيطِ، وما يُساندُ أدوارها ومساهمتها في تكوين بيئةِ المدن والقرى التي تقعُ فيها.

كما أعلنَت عن وجودِ تصوّرٍ مبدئيّ متكاملٍ للاعتناءِ بكلّ من: مسجد أحمد الفاتح وقبر أحمد الفاتح في المنامة التّاريخيّة، مشيرةً إلى أنّ هذه الملامح جزءٌ من سيرةِ المكانِ، وتاريخٌ عريقٌ تحميه الثّقافة وتلتزمُ بصونِه وإبرازه.