يبدو أنّ قدرَ العامل البحريني في القطاع الخاص أن يلاقي دائماً التحبيط والتقليل من شأنه، وكأنّ الأمر استراتيجية ممنهجة كما فعل جوزيف غوبلز، رأس الإعلام النازي حين قال جملته الشهيرة: «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس».

بهذا المنهج يخرج علينا أشخاص لا نعلم ما هي إنجازاتهم وما هي مكتسباتهم وماذا قدموا لمملكة البحرين قديماً أو حديثاً حتى أصبحت لديهم نظريات واشتراطات تقول بأن البحريني غير مؤهل؟!

لا يعني عزيزي الناجح سواء كنت ناجحاً بسبب إرث لم تتعب فيه أو واسطة انتشلتك أو أي وسيلة ما، أن تحكم بشكل عام على البحريني بأنه غير مؤهل. هل عملت يوماً في أعمال بسيطة أو حرفية مع الشباب البحريني حتى تصبح عندك هذه القناعة، أم هذا ما نقله إليك المشرف الآسيوي على البحرينيين؟!

شركات عالمية مثل براون رود وبابكو في نهاية السبعينات والثمانينات قامت على سواعد بحرينية، وأثبت وقتها البحريني بأنه الشخص المناسب لأي مكان، أتعلم عزيزي الناجح لماذا؟

لأن من يشرف عليهم أشخاص مهنيون يعلمون بأن نجاحهم يأتي من بلوغ العامل لديهم أكبر درجة ممكنة من التعليم المهني والحرفي، لذا كان ذاك الجيل يجيد الإنجليزية تحدثاً بطلاقة ويتمتع بمهارات مثل الميكانيكا واللحام وأمور تقنية كثيرة.

المسؤول البريطاني والأمريكي وقتها كان لهم تأثير إيجابي على العامل البحريني، الأمر الذي لا يزال يتذكره كثير من كبار السن في البحرين.

وبطريقة عصرنا، فالمطلوب هو أن تكون هناك دورات وورش عملية تتعلق بالمهام الوظيفية لأي عامل أو موظف، لفترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور تدريب فعلي على المهام بإشراف جهة خارجية مثل وزارة العمل.

لا أن تقدم دورات في «كيف تفتح جهاز الحاسوب وكيف تغلقه» أو دورات الكلام مثل توجيه الطاقة أو كيف تبني فريق العمل أو تنظيم الوقت، كل هذه الدورات أكل عليها الدهر وشرب ولم تقدم أي إضافة لمن تدرب فيها «غير وجبة الإفطار».

وإن كان البحريني غير مؤهل، هل يعني ذلك بأن «البديل» جميع من يتم استقدامهم للعمل مؤهلين؟ المئات من العمالة الآسيوية يتم استقدامهم دون أن تكون لديهم حتى أية مؤهلات دراسية أو خبرة حقيقة، ورغم ذلك يستمرون في العمل ويترقون ويجلبون أبناءهم، ويكبدون العمل مبالغ طائلة ولا يشتكي أحد. وفي الأخير يقال البحريني، عنيد ومتكبر وملول، وغير مؤهل. «والله يستر من الثالثة!».