وليد صبري




* اللقاحات من أعظم قصص النجاح في تاريخ الطب الحديث


* إنتاج اللقاح يمر بخطوات متسلسلة بينها تحديد الميكروب وتحضير السلالة

* الجهاز المناعي يتعرف على الميكروب باللقاح وينتج أجساماً مضادة

* التجارب العملية للقاحات تتضمن 3 مراحل أبرزها الإصدار

* بعض اللقاحات تعتمد على استخدام الجزء الضار من الميكروب

* لقاحات تحتاج جرعات تنشيطية للحماية المستمرة من الأمراض

أكدت أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات د. صفاء موسى عمران أن "اللقاحات هي الحجر الأساس في الوقاية من الأمراض المعدية، إذ يتم بواسطتها حماية الفرد والمجتمع من الإصابة بهذه الأمراض"، موضحة أنه "عند إعطاء اللقاحات للإنسان يتعرف الجهاز المناعي على الميكروب وينتج أجساماً مضادة له".

وأضافت في تصريحات لـ "الوطن" أنه "على مدار التاريخ، تعرضت البشرية للكثير من مراحل المعاناة الكبيرة، وسببها تفشي الأمراض المعدية، ولذا سعى القدماء للتخلص منها أو الحد من ويلاتها".

وقالت إن "الشعوب القديمة اتخذت عدداً من التدابير الوقائية لمواجهة الأمراض المعدية، فاعتمد اليونانيون القدماء على الناجين من الطاعون للعناية بالمصابين به بسبب معرفتهم أن هولاء الناجين قد اكتسبوا مناعة ضد المرض، في حين استخدمت الصين نوعاً مبتكراً من التطعيم ضد مرض الجدري، ففي عام 1661 تولى الإمبراطور لونغتشينغ الحكم بعد والده الذي توفي بالجدري فكان من أشد أنصار التطعيم ففرضه على الجميع مما ساهم في التقليل من نسبة الوفيات بهذا المرض في تلك الحقبة".

وأشارت إلى أن "أول لقاح فعال ضد مرض الجدري عرفه العصر الحديث هو ما أنجزه الطبيب الإنجليزي إدوارد جانر في 1796، وقد خضع هذا اللقاح إلى تطورات تقنية طبية وتكنولوجية على مدى 200 سنة لاحقة نجح من خلالها في القضاء على الجدري".

واعتبرت د. صفاء موسى عمران أن "اللقاحات "التطعيمات"، تعد، واحدة من أعظم قصص النجاح في تاريخ الطب الحديث لمساهمتها بحماية ملايين البشر من المعاناة والعجز اللذين يرتبطان بأمراض عانى منها الإنسان لسنوات طويلة كالحصبة والجدري وشلل الأطفال".

وقالت إن "اللقاحات هي الحجر الأساس في الوقاية من الأمراض المعدية، إذ يتم بواسطتها حماية الفرد والمجتمع من الإصابة بهذه الأمراض، فعند إعطاء اللقاحات للإنسان يتعرف الجهاز المناعي على الميكروب وينتج أجساماً مضادة له".

وتطرقت د. صفاء موسى عمران إلى "طرق عمل اللقاحات"، موضحة أنها "تعمل بطرق مختلفة لمحاربة الميكروبات المسببة للأمراض، فهناك اللقاحات التي تعتمد على الميكروبات المضعّفة وهي مشابهة للعدوى الطبيعية، وتسبب ردة فعل مناعية قوية، حيث إن جرعة واحدة أو جرعتين فقط تستطيع أن تكوّن مناعة ضد الميكروب طوال فترة الحياة مثل الجدري والحصبة".

وذكرت أن "هناك اللقاحات غير النشطة والتي تعتمد على عينات ميتة من الميكروب المسبب للمرض، وعادة ما تحتاج إلى عدة جرعات أو جرعات تنشيطية مع مرور الوقت للحصول على مناعة مستمرة ضد الأمراض، ومن أمثلتها لقاح التهاب الكبدي الفيروسي "إيه A"".

وأضافت أن "هنالك أنواع من اللقاحات تستخدم أجزاء معينة من الميكروب "مثل: البروتين، أو السكر، أو غلاف الميكروب"، ويمتاز هذا النوع من اللقاحات بإمكانية استخدامه لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والمشاكل الصحية المزمنة، وهي أيضاً تحتاج جرعات تنشيطية للحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض ومن أمثلتها لقاح السعال الديكي".

ونوهت د. صفاء موسى عمران إلى أن "بعض اللقاحات تعتمد على استخدام الجزء الضار من الميكروب المسبب للمرض، ليتمكن الجهاز المناعي من محاربته بدلاً من الميكروب، وهي تتشابه مع غيرها من اللقاحات الأخرى في كونها تحتاج إلى جرعات تنشيطية للحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض، ومن أمثلتها لقاح الخناق "الدفتيريا"، ولقاح الكزاز "التيتانوس"".

وكشفت أنه "في الوقت الحاضر فإن اعتماد اللقاحات في الرعاية الصحية يهدف إلى نمو مجتمع يتمتع بصحة جيدة وبقدرة إنتاجية عالية كونها تساهم في القضاء على الأمراض المعدية، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية التي تكمن في توفير تكاليف علاج تلك الأمراض".

ورأت أن "إنتاج أي لقاح يجب أن يمر بخطوات متسلسلة ومهمة حيث تبدأ المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في تحديد الميكروب الجديد وتحضير سلالة اللقاح والتحقق منها وإعداد الكواشف لاختبار اللقاح، ثم يقوم مصنعو اللقاح بتوفير الظروف الملائمة لنمو الميكروب وإنتاج دفعة من اللقاح ومراقبة جودته بإجراء الاختبارات ما قبل السريرية على الحيوانات ثم تعبئة اللقاح وإصداره والقيام بالتجارب العملية فى بعض البلدان والتي تشمل ثلاث مراحل أولها يضم عشرات المتطوعين ثم بضعة مئات منهم وأخيراً تشمل آلاف الأشخاص، وفي حال نجاح هذه الخطوات تقوم الوكالات التنظيمية بالمراجعة وإصدار اللقاح".

وفيما يخص اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، أوضحت د. صفاء موسى عمران أن "القدرات والخبرات العالمية في مجال تطوير اللقاحات وصناعة الأدوية تفوق ما كانت عليه في الماضي، كما أن الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص لتصنيع الأدوية واللقاحات أكثر تطوراً وفاعلية مما كانت عليه سابقاً، ولهذا فبعد مرور عدة أشهر على تفشي جائحة كورونا فإن العمل يجري على قدم وساق لإثبات كفاءة اللقاحات المكتشفة والمضادة لهذا الفيروس في الشركات المتخصصة في التقنية البيولوجية والمختبرات الجامعية وشركات صناعة الأدوية العملاقة وكلنا أمل أن تحقق هذه اللقاحات النجاح لاستئصال هذه الجائحة".