عندما نفذ ذلك البعض قفزته المجنونة في الهواء في فبراير 2011 انقسم المواطنون إلى ثلاثة أقسام، قسم وجد أن الوطن يدعوه للدفاع عنه وعن مكتسباته فاختار واجب الوقوف إلى جانب القيادة وأعلن عن ذلك بشجاعة، وقسم تمكن ذلك البعض من السيطرة على عقله فتحول إلى معاد للوطن، وقسم ثالث اختار الحياد خوفاً أو بسبب سوء تقدير، وليقف في النهاية مع المنتصر، وهذا القسم للأسف كان ممتلئاً.

ليس مقبولاً اليوم تكرار هذا الخطأ، إذ على البحريني أن يعلن موقفه بوضوح، مع الوطن والقيادة أم مع الشعارات غير الواقعية التي يرفعها البعض بقيادة النظام الإيراني الذي من الواضح أنه يعتقد أن ما يحدث فرصة عليه أن يستغلها؟

الحياد في موضوع كهذا الذي نحن فيه ممنوع، والسبب أن مملكة البحرين لن تتراجع عن القرارات التي اتخذتها مهما حصل، فهذا قرار سيادي واستراتيجيي، وبالتالي لا مفر من الاختيار والإعلان عن الموقف جهراً.

حق هؤلاء وأولئك على الدولة هو أن تزيد من الشرح فتؤكد في كل يوم وعبر أكثر من وسيلة وطريقة ما صرح به أخيراً العديد من المسؤولين ومنهم وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني حيث قال «إن اتفاق السلام الذي أبرمته مملكة البحرين مع إسرائيل، يعد خطوة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على تجسيد المبادرة العربية» وأن هذا «يجعل المنطقة أكثر أمناً واستقراراً».

الاتفاق – كما قال الوزير الزياني في حواره مع قناة «سكاي نيوز عربية» – «جاء إيماناً من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بأهمية المضي قدماً في جعل منطقة الشرق الأوسط مستقرة وآمنة، ولزرع الأمل في الشباب وشعوب المنطقة بعد أن عانت من صراعات في الفترة الأخيرة»، وأن «البحرين اتخذت هذا الخيار كخيار استراتيجي» وأن «الإعلان يلزم الطرفين بمواصلة الجهود للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».