لا يعرف حجم الجهود المبذولة في خدمة الناس إلا من يعمل في نفس الميدان، والقريب من تلك الشخصيات الإنسانية الفريدة التي نذرت نفسها في خدمة العمل الإنساني والخيري في مملكتنا الغالية.. وعندما نتحدث عن تجربة حملة «فينا خير» التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، فإنما نتحدث عن تجربة إنسانية رائعة بكل المقاييس، والقريب من مشروعاتها الخيرية يدرك أن القائمين عليها وجميع العاملين فيها يعملون ليل نهار من أجل إيصال المساعدات لمستحقيها وفق أعلى درجات المصداقية والشفافية.

ولعلي خلال هذه السطور المعدودة أسلط الأضواء على تجربة إنسانية رائعة خضتها مع فريق عمل رائع مكوّن من تسع اختصاصيات اجتماعيات تابعنا فيها مشروع «المتضررين من آثار فيروس كورونا (كوفيد19) ضمن حملة فينا خير» والذي امتدت تجربته إلى ما يقارب خمسة شهور استطعنا من خلالها ـ بحمد الله وتوفيقه ـ دراسة كل طلب من الطلبات المقدمة من خلال موقع الحكومة الإلكترونية دراسة مستفيضة ووفق شروط ومعايير واضحة وتم الصرف خلالها لأكثر من 5500 مواطن متضرر، فضلاً عن دعم مشروعات الأسر المنتجة التي تثلج الصدر لما لمسناه فيها من تنوع وحرص على المشاركة في ازدهار الوطن من خلال المنتوجات البحرينية الراقية وبأيدي طاقات شبابية واعدة.

لقد بذل فريق العمل القائم على هذه التجربة جهداً إنسانياً فريداً من نوعه وحماساً غير محدود، وعمل الجميع بروح الفريق الواحد لتحقيق رؤيته في إنجاز المشروع في وقت قياسي وقد تحقق له ما يريد.. فكل عضو فيه كان يقوم بدوره الجبار والمتقن في دراسة الطلبات والانتهاء من اعتمادها تمهيداً لصرفها وفق الإجراءات المعتمدة، وفي جعبة كل فرد منهم العديد من القصص المؤثرة التي رصدها خلال دراسته للطلبات، فضلاً عن الكلمات الجميلة التي كتبها بعض المستفيدين والتي أثرت في الجميع بصورة ساهمت في المزيد من التحفيز للعطاء خدمة للإنسانية جمعاء ولهذا الوطن العزيز.

كلمات الشكر والثناء قليلة في حق كل من ساهم في دعم حملة فينا خير والتي نرى أثرها البائن اليوم في مساعدة قطاع كبير من المتضررين من أبناء هذا الوطن الطيب، والشكر قليل في حق الفريق المشرف على هذا المشروع بإشراف وتوجيه سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة، ولجميع أفراد المؤسسة من يعمل منهم من وراء الكواليس من أجل عمل الخير وترك بصمة الخير وإسعاد الآخرين، وللفريق القائم على الموقع الإلكتروني من موظفي الحكومة الإلكترونية التي عملوا معنا بإنجاز فاق التصورات..

نعم.. نتعاهد من أجل أن نواصل مسيرة العطاء والتميز لرسم البسمة على شفاه كل من قست عليه الحياة في بعض مراحلها.. من أجل بحريننا الغالية.

* ومضة أمل:

تبقى البحرين واحة الخير والعطاء.