عندما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل حين عن اختيارها نهج السلام وقررت إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل كتب أحد الأكاديميين الإماراتيين وهو أستاذ في العلوم السياسية حيث اعتبره محباً لفلسطين، كتب مقالاً لخص فيه وجهة نظره وقال ما معناه بأن له رأياً في الذي حصل لكنه كمواطن إماراتي لا يمكنه إلا أن يدافع عن قرار القيادة والسير في الدرب الذي اختارته والذي فيه مصلحة الدولة ويخدم استراتيجاتها وتوجهاتها، فوفر درساً في الوطنية.

المعنى هو أنه لا بأس أن يكون لك رأيك كمواطن في أي قضية أو قرار تتخذه الدولة ولا مانع من أن يكون لك موقف من أي فعل أو سلوك لكن ليس مقبولاً منك أبداً الوقوف ضد إرادة الدولة التي تنتمي إليها وتعمل ضد مصلحتها، خصوصاً عندما تكون المعلومات التي توفرها الدولة وافية وتعين على تفهم وتقبل قراراتها ودعم توجهاتها.

عندما اختارت مملكة البحرين نهج السلام وقررت إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل وفرت ما يكفي من معلومات تبين صحة موقفها وقرارها وفعلت كل شيء في ضوء النهار، ولولا أن للبحرين مصلحة في هذا الاتجاه وهكذا قرار لما أقدمت على ما أقدمت عليه.

دونما شك فإن العاملين في الشأن السياسي هم الأكثر قدرة على تفهم هكذا قرارات، فهم يرون تطورات الأحداث والكثير من التفاصيل، لهذا يندر أن تجد بينهم من يقف ضد اتخاذ بعض دول الخليج العربي نهج السلام وإعادة ترتيب علاقاتها مع دول المنطقة. أما المتحفظون فهم إما من «محدثي السياسة» أو أن لديهم ارتباطات معينة والتزامات تكبلهم وتمنعهم من التعبير عن رأيهم الحقيقي فلا ينظرون إلى مصلحة بلدانهم.

اختلاف الآراء والمواقف أمر طبيعي ويمكن تفهمه لكن بالتأكيد ليس ممكناً تفهم القول بأن «شعب البحرين يرفض هذا النهج وهذا القرار» فالتحدث باسم الشعب مسألة صعب استيعابها، تماماً مثلما أنه صعب استيعاب اختيار صائب عريقات العلاج في إسرائيل.