قال الباحث د. نوح خليفة إن المواقف البحرينية بأروقة القرار الدولية خلال القمم العربية والخليجية بالتزامن معها؛ إلى جنب المملكة المغربية بالقضايا السيادية تعبر عن أسمى مراتب الوحدة في نهج البحرين تجاه المغرب، لافتاً إلى أن أول زيارة لملك البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لملك المملكة المغربية حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بن الحسن الثاني العلوي شهدت إعلان جلالته دعم سيادة المملكة المغربية على كامل التراب الوطني.

وأضاف أن التضامن المعاصر بين البحرين والمغرب شهد نشاطاً ملحوظاً في اتجاهات متعددة وتميز بسيادة روح المصير المشترك في مختلف القضايا السيادية بعد تسلم الملكين المعاصرين عرش الحكم في بلديهما، مراوحاً أن بداية عهد ملك البحرين شهد مواقف ملموسة إلى جانب السيادة الوطنية المغربية على التراب الوطني المغربي أولها إرسال أول مبعوث عربي يحمل رسالة تضامن مع المملكة المغربية أعقبها بأيام وصول جلالته إلى المغرب وعقد مباحثات مع ملك المملكة المغربية تضمنت تجديد موقف البحرين الثابت مع المملكة المغربية في السيادة على كامل أراضيها على خلفية نزاع حدودي.

وأشار إلى أن مواقف ملك البحرين الملموسة المتضامنة مع المملكة المغربية أدت إلى تزايد أهمية البحرين كحليف إستراتيجي واتجهت المملكة المغربية إلى إطلاع ملك البحرين على مشروع مقترح الصحراء المغربية الذي كانت المملكة المغربية تعمل على بلورته، مضيفاً أن مبادرة المملكة المغربية لإطلاع الملك على مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية عكس ما تمثله السيادة المغربية من أهمية في سلم أولويات ملك مملكة البحرين وما توليه المملكة المغربية من ثقة واعتداد بملك البحرين وبمواقف جلالته تجاه المملكة المغربية وبلوغ علاقات التضامن مستوى متقدماً منذ السنوات الأولى من تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم بالبلاد.



ولفت خليفة إلى أن المملكة المغربية أعلنت قطع علاقاتها مع إيران بعد تصاعد الخلافات بين البلدين عام 2009 على خلفية موقف المملكة المغربية المتضامن مع مملكة البحرين، بعد تصريحات معادية للبحرين من مسؤولين إيرانيين وقيام سفارة إيران بنشاط دعوي ودعم غير معلن لانفصاليي البوليساريو وقوبل موقف المملكة المغربية من التدخلات الإيرانية المعادية التي انتهجتها ضد البحرين والمغرب باتصال هاتفي بين وزير الخارجية البحريني ونظيره المغربي شهد تقدير مملكة البحرين حكومة وشعباً مواقف المغرب النبيلة مع البحرين على جميع الأصعدة وفي كل الأوقات، وشهد الاتصال إعلان مملكة البحرين تضامنها ودعمها للمملكة المغربية دعماً كاملاً وإدانتها ما بدر من البعثة الدبلوماسية الإيرانية بالرباط.

ونوه بموقف المملكة المغربية ضد التدخلات المعادية للبحرين من قبل النظام الإيراني وما شكلته مواقف المملكة المغربية من نقلة نوعية في تاريخ العلاقات بين المملكتين أحرزت تكاملاً استراتيجياً في القضايا الإقليمية ضد الإرهاب الإيراني العابر للحدود مبيناً أن مواقف المملكة المغربية وضعتها على خارطة أوائل الدول التي اتخذت خطوات ملموسة للتصدي للإرهاب الإيراني العابر للحدود بإجراءاتها المحلية وبتضامنها مع مملكة البحرين ضد التهديدات الإيرانية.

وأردف أن المملكة المغربية كانت قد طبعت العلاقات مع إيران بعد انقطاع دام ست سنوات، إلا أنها عاودت قطع علاقاتها الدبلوماسية معها وأغلقت سفارتها عام 2018 على خلفية دعم النظام الإيراني لجبهة البوليساريو من خلال قيام حزب الله بتدريب عناصر من الجبهة الانفصالية وتزويدها بالأسلحة وسط تجديد مملكة البحرين مواقفها الداعمة للمملكة المغربية بعد قطع علاقتها بإيران ودعوتها لموقف عربي جماعي للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وإيقاف محاولاتها الرامية لنشر العنف والفوضى وتهديد الأمن العربي القومي.

وقال د. نوح خليفة إن المواقف التضامنية المتبادلة بين مملكة البحرين والمملكة المغربية أسهمت في تحقيق مزيد من التحالف لردع التدخلات الإيرانية وانتقلت مواقف مملكة البحرين المتضامنة مع المملكة المغربية إلى أروقة القرار الدولي عام 2019 وتجددت عام 2020، مضيفاً أن البحرين سجلت موقفاً دولياً داعماً للحقوق المشروعة للمملكة المغربية في أقاليمها الجنوبية وفقاً لمبادرة الحكم الذاتي المساند لجهودها الهادفة لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية في إطار سيادة المملكة المغربية ومبادراتها التنموية، وشددت في بيان لها على أن مملكة البحرين ستبقى إلى جانب المملكة المغربية ضد أي استهداف لسيادتها ووحدتها الوطنية الترابية.