نعم، هكذا ودون تجميل أو تعديل أو حتى دبلوماسية، العنوان يكفي بما حمله من معنى، الجميع سار مع التيار وأوهم نفسه بأن الرجال أو معظمهم طغوا على المرأة وسلبوها حقوقها واجتاحوا حدودها، حتى إننا عندما نسمع عن مشكلة ما بين زوجين أو موظفين أحدهما أنثى نسارع بلا تفكير لاتهام الزوج والموظف كونه هو الذكر وبالتالي هو المخطئ، وهو ما يؤكد تغلغل الفهم الخاطئ الذي تم التسويق له بأن المرأة هي الحلقة الأضعف والكائن اللطيف وهي فقط من يحمل المشاعر والأحاسيس، بينما الذكر أو الرجل هو العنيف والمستبد والظالم والجاني.

العنف له أشكال وأنواع متعددة، فالمرأة التي لا تتقبل وجهات النظر في موقع العمل هي مستبدة، والزوجة التي تهمل أبناءها وتغيّب شخصية زوجها هي ظالمة، والمرأة التي تعمل على هدم البيوت السعيدة هي مجرمة، حتى المرأة التي تضع أطناناً من مساحيق التجميل لترهب بها الأطفال والكبار في الأماكن العامة هي بذات الجرم والظلم والاستبداد ليس على غيرها وحسب، بل حتى على نفسها وذاتها.

إن كنا سنقف مع المرأة فإننا سنقف مع الأنثى الحقيقية، الأنثى التي تحمل الصفات الأنثوية لا الذكورية، الأنثى التي مازالت تتمسك بحيائها وخجلها، الأنثى التي تؤمن بدورها في المنزل وتقّدس وظيفتها في جهة عملها، المرأة التي تقدر حتى الذوق العام ولا ترعب خلق الله بمواد التجميل عندما تتكرم وتظهر للعلن بشكل الأفلام المرعبة.

المرأة الحقيقية هي المرأة التي تبني مجتمعاً لا تهدم قيماً، تنشئ جيلاً لا تفسد زمناً، إنجازاتها تتحدث عنها لا شكلها من يتحدث الناس عنه، المرأة التي وإن غاب عنها الرجل فهي تكون بمثابة ألف ألف رجل. فعجباً من يوم أرغمنا فيه على الهروب من عنف المرأة لا الدفاع عنها!!!!