الإنسان بفطرته محب للحياة، نزعة الحياة تتدفق في عروقه ويسعى لتحقيق ذاته بأن يمسك بزمام معادلة النجاح فالحياة لتحقيق الانطلاق والنماء الذي يطلع له، فهو يحلم بالفرح والحب وتحقيق أمانيه وطموحاته من خلال العمل والإنتاج ليتبوأ بذلك الدور والمكانة التي تصقل شخصيته وتحقق تلك الأحلام التي يرنو إليها.

ومن الفئات الاجتماعية الأكثر حساسية على المستوى الاجتماعي هي فئه الشباب، الفئة الأكثر تطلعاً نحواً المستقبل، في البحرين ينظر إلى فئة الشباب بعين الاعتبار كونها تعتبر لبنة أساسية في بناء الحاضر والمستقبل، والأدلة على هذا واضحة وكثيرة من مبادرات في تمكين الشباب والسماح لهم في أن يكونوا في مكان صنع القرار، وهذا ما ترنو إليه قيادتنا الرشيدة، وأجلى مثال على ذلك القرار الصادر عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بتعيين مدراء في مكتب رئيس مجلس الوزراء حيث كانت الأغلبية العظمى من التعينات بهذه المناصب الحساسة من الشباب أمثال أحمد القيم ووليد المعراج وخالد المرزوقي وفقهم الله وسدد خطاهم.

هذه الأمثلة من الشباب التي يتوجب علينا أن نضعهم قدوة لنا والنظر لعملهم الجاد الذي أوصلهم إلى هذه المراكز المتقدمة، كما يجب على الشباب البحريني العمل الجاد على تكوين ثقافته وأن يكون شخصية ملمة بالأحداث المتتالية التي تحدث في هذا العالم، مما يشكل لديه الوعي لمعرفه اتخاذ القرار الصحيح، ويأتي هذا الإلمام من خلال القراءة والاطلاع على آخر الأخبار والأحداث، فالعالم الآن عبارة عن خبر، ونحن في البحرين متوفر لنا كل السبل للبحث والاطلاع والقراءة، وما تقوم به الجهات الحكومية والأندية الشبابية من مساهمات كفيل بأن يكون الشاب البحريني شابا مثقفا وملهما.



ولكن الواقع يصدم المشاهد والمتابع له بعض الشيء، كثيراً ما نرى الشباب المتعلم بشهادات عليا يفتقر للمعرفه في أبسط الأمور التي تدور حولنا، وعندما توجه له سؤالاً عن إحدى الشخصيات أو الأحداث يقف مذهولًا لما يستمع إليه، ولا توجد لديه أدنى فكرة عن هذه الشخصيات والأحداث التي يسمع بها، وكأنه يسمع بها للوهلة الأولى. نعي ونقدر بأن لكل شخص ميولاً فكرياً وثقافياً، ولكن من المهم جداً أن يكون لجانب المعلومات مكانة حتى لو كانت بسيطة عن أبرز الأحداث التي تدور من حولنا حتى يصنف كشباب واعٍ يصعب على من يحمل الأفكار المتطرفة والمغلوطة العبث بعقله وتغيير معتقداته وسلب رأيه وتوجيهه.

تراهن قيادتنا الرشيدة اليوم على الشباب البحريني، ونحن بدورنا نثق بشبابنا ووعيه وثقافته، ولكن يجب علينا أن نكون على قدر المسؤولية بهذه الثقة التي أولتنا إياها بعلمنا وعملنا وثقافتنا، فالشباب البحريني منذ قديم الزمن هو الأكثر تطوراً وثقافة، فالكاتب والصحفي والشاعر عبدالله الزايد حين أسس أول مطبعة عصرية في الخليج كان بمطلع الثلاثينات من عمره، وتلا ذلك إصدار أول جريدة بحرينية حين كتب اسمه بماء الذهب في تاريخ الثقافة والعلم.