بعدد الجهات الحقيقية، للعالم العربي بوابات أربع، لكن البعض يحيد عن الشمال الحقيقي وتتجه بوصلته لجهات فرعية رغائبية، كما فعل الطاغية صدام حسين، ففي بيانات محمد سعيد الصحاف ومن كان قبله صوروه «حارس البوابة الشرقية للعرب» طوال حروبه العبثية، مع عبثيين مثله حيث كانت بغداد في الخطاب الإيراني حارساً أغلق البوابة التي تفتح على إسرائيل من جيوش الخميني التي على الطريق للقدس، ولازالت، لكنه طاب لها المقام فوق حطام البوابة الشرقية بين الولائيين.

وإذا كانت تلك بوابات حقيقية لحراس وهميين فإن السودان هو حارس البوابة الجنوبية للعرب الحقيقي، وهي بوابة حقيقية، فإثيوبيا تصر على اتخاذ إجراءات أحادية عدوانية في قضية سد النهضة بمعزل عن دولتي المصب مصر والسودان. ولوزير خارجيتهم تصريحات بأن «النيل أصبح بحيرة إثيوبية»، وأن «المياه مياهنا»، و«على مصر أن تتعود على فكرة أنها دولة صحراوية» و«إثيوبيا ستدمر السد العالى إذا حاولت القاهرة قصف سد النهضة»، ثم بدأ التوتر السوداني الإثيوبي بعد اعتداءات مجموعات إثيوبية مدعومة من الجيش الفيدرالي، فتحرك الجيش السوداني في منطقة الفشقة الحدودية، لحماية المزارعين والمواطنين. هذا غير شرر العمليات العسكرية الإثيوبية في تيغراي المتاخمة للسودان. فالحدود جزء لم يكن في البداية من مشكلة السد بل ورقة اخترعتها أديس أبابا مؤخراً لتصدير أزمة تغطي على سوء إدارة ملف السد.

السودان كحارس للبوابة الجنوبية للعرب، ليس ادعاء أجوف مثل صدام بل لأنها تدافع فعلياً عن دولتين عربيتين حالياً هما مصر والسودان، والخطر الإثيوبي هو كالخطر التركي والإيراني والإسرائيلي، كما أن الخرطوم بوابة للشمال الإفريقي. والمطلوب هو أن يكون للجامعة العربية رأي واضح قوي ومندد بما تقوم به الحبشة، لكن على الخرطوم ترميم ما دمره عمر البشير كجلب المشاريع التركية إلى سواكن، كما أن من التحضيرات أن تتجاوز دعوات المحرضين على مصر بملف حلايب.

* بالعجمي الفصيح:

في حروب المسطحات المائية كسب العرب حرب عبور قناة السويس، وفشل الطاغية صدام في حرب شط العرب، ونحن الآن على المرتفعات المربكة على حرب النيل، ويجب أن نكسبها بدعمنا السودان.

* كاتب وأكاديمي كويتي