عكاظ


على مدى العقود الماضية تمسك النظام الإيراني بنهج تصدير الثورة الإرهابية، وأضحى التدخل في شؤون الدول وتأجيج الصراعات الطائفية في الشرق الأوسط والدول الإسلامية والعالم من خلال اعتماد تكتيكات تدميرية تخريبية من خلال مليشياتها الطائفية هو أيديولوجيتها الإرهابية الأساسية، وعاث النظام الإيراني فسادا في أكثر من 40 دولة، وفق ما ذكره أحدث تقرير صدر من الخارجية الأمريكية العام الماضي.. وسخر نظام قم سياسته لتوجيه وتسهيل والقيام بنشاطات إرهابية حول العالم، إلا أن الشرق الأوسط ومنطقة الخليج محور النشاط الإرهابي بامتياز.. ونفذت إيران عبر فيلق القدس العديد من الهجمات وعمليات الاغتيال ودعمت مخططات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا ودول أخرى حول العالم. كما استقبلت السلطات الإيرانية العديد من الجماعات الإرهابية على أراضيها وقدمت لعناصرها الدعم والتدريب والتسليح اللازم للقيام بعمليات إرهابية، وانسلخت إيران تماما من الدولة المدنية إلى تصدير الإرهاب إلى العالم من خلال أذرعها الأخطبوطية ووكلائها ومليشياتها في المنطقة، وتم تصنيف إيران كدولة راعية للإرهاب في العالم، حيث دعمت طهران الإرهاب باستخدام جيشها وأجهزتها الاستخبارية المختلفة. وفي أبريل من العام الماضي صنفت الولايات المتحدة قوات الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن هذه الخطوة بحق منظمة تابعة لدولة.

وكون معظم المعلومات وردت في تقرير الخارجية الأمريكية؛ وبما أن ما يصدر من الخارجية الأمريكية يعكس نص وروح توجه الإدارة الأمريكية؛ فإننا نستغرب عدم صدور أي تقرير استخباري أمريكي عن إرهاب خامنئي وقياداته الإرهابية في فيلق القدس أو عن قيادات حزب الله الإرهابي وعلى رأسهم الأفعى نصر الله، أو عن مجازر الحوثي أو الجرائم الإنسانية الكبرى التي ارتكبها الحشد الشعبي العراقي ومليشياته الإرهابية ضد الطائفة السنية، وما قام به الحرس الثوري من قتل للشعب السوري.. إن صدور تقرير مدير مكتب الاستخبارات الأمريكية المتعلق بمقتل خاشقجي في ظل ما ذكر أعلاه من مجازر إيرانية رهيبة ضد الإنسانية؛ لا يصبح مجرد أربع ورقات عادية اعتمدت على استنتاجات ظنية سطحية فقط؛ بل هو انعكاس لتوجه صناعة حدث سلبي خصوصا أن المملكة اعتبرت قضية جمال خاشقجي عملا إجراميا بشعا اتخذت المملكة كافة الإجراءات القضائية لمحاسبة المسؤولين عليه. والمملكة التي رفضت التقرير جملة وتفصيلا لا تنظر إلى الوراء، فالوقائع معروفة وقد تم إجراء كافة التحقيقات والمحاكمات اللازمة.

كما أن المملكة طبقت القانون وقامت بمحاكمة المتهمين في جريمة قتل خاشقجي، حضر جلسات محاكمتهم ممثلون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، كما حضر محاكمتهم ممثل لتركيا إضافة إلى حضور ممثلي المنظمات الحقوقية السعودية مما يعكس منهج الشفافية التي طبقتها السلطات القضائية السعودية بما يتناسب مع أنظمتها المعتمدة. ويبقى السؤال الكبير.. إيران ومليشياتها الطائفية ترتكب مجازر دون حساب.. وتقوم بتطوير ترسانتها النووية بلا عقاب والسؤال الأكبر، من أخفى تقاريرهم الاستخباراتية؟ كون الصمت على إرهابهم «كارثة بكل المعايير».