أكد شباب أن من أوزار العصر والتكنولوجيا الحديثة مفاسد تتركز في عزوف الشباب والشابات عن الدين، وتخطي القيم الخلقية، والاستخفاف بالأصول والعبادات الدينية، وذلك يشكل ظاهرة خطيرة، لافتين إلى أن هناك أسباباً وعوامل تكمن وراء عزوف الشباب عن المشاريع الدينية وبعدهم عن الأجواء الدينية.

وقال الشاب محمود مرزوق: "إن ظاهرة عزوف الشباب عن الدين تعتبر اليوم من الظواهر الخطيرة جداً، وخاصة في أوساط المجتمعات المسلمة، إذ إن ظهور الأفكار المنحرفة والمبتعدة عن الدين لها بالغ الأثر في انزلاق شبابنا نحو الهاوية، وخاصة إذا ما حللنا الموقف السلبي لهذه الأفكار من الإسلام وتوجهاته، حيث إن أمر عزوف الشباب عن الدين لهو كارثة لكن تبنيهم لمعتقدات تخالف دينهم الذي تربوا عليه هو الكارثة الأكبر، لو رجعنا لأسباب عزوف الشباب عن الدين لوجدنا أن الأسباب كثيرة وبعضها ناتج عن خلل في الإنسان نفسه لا في الدين؛ فالدين قوي بركائزه ودعاماته لكن بعض أفعال معتنقيه هي ما يساهم في تشويهه وفي عزوف الشباب عنه، أول هذه الأسباب ربما تكون أسباباً نفسية لدى العازف عن الدين كالاضطرابات الفكرية التي تجعله يعتنق ما يخالف دينه، وإن كان يعلم أن ما يفعله غير صحيح، أما ثاني الأسباب فهو الإعلام المحارب للدين أو للإسلام الذي يعمل جاهداً ليلاً ونهاراً على إغواء الشباب والعمل على إخراجهم من حالة التمسك بالدين عن طريق البرامج التي تشوه الدين أو تغري الشباب باتجاهات فكرية مخالفة للتي تربى ونشأ عليها".

وأضاف: "أما السبب الذي أراه مهماً فهو عدم وجود الخطاب الديني المسؤول عن الرد على أي حملة مضادة للدين من قبل بعض إعلام الدول والتي يقع على عاتقها أيضاً احتواء الشباب وتحبيبهم بالدين عبر الخطابات الخالية من التعصب؛ فهو في بعض الأحيان يعيش حالة من التراجع، وهناك سبب لا يمكن الغفلة عنه وهو بعض الكتب التي من شأنها أن تساهم في عزوف الشباب عن دينهم عبر ما تحتويه من نصوص تشوه صورة الدين. هنا لا بد من العلماء أن يعيدوا قراءة وتحليل هذه النصوص التي قد تشكل في عقل الشاب صورة غير جيدة عن هذا الدين، ولننظر كم مناظرة أقيمت مع الشباب الذي كان مسلماً واتجه للإلحاد بعدها، وهناك أسباب أخرى كثيرة منها التأثر بالمجتمعات الغربية وحياة اللامبالاة التي يعيشها البعض، إضافة إلى بعض ظروف المنشأ والتربية، إن مثل هذه الظاهرة تحتاج لوقفة مسؤولة تعنى بتصحيح أفكار الشباب وتدعيم وتقوية صورة الدين في نفوسهم حتى لا نتحول من مجتمع شبابه ملتف حول الدين إلى مجتمع آخر معاكس يسوده الفراغ الديني".



فيما قالت الشابة مريم ربيع: ""مطوع" لا شكّ أن هذه الكلمة قد مرّت على مسامع الكثير، ربما أصبح الأغلب يتفوّه بها، أصبح الملتزم دينياً شخصاً محط الأنظار والاستغراب، ‏فبدل أن يكون الشخص الذي يبعد عن ربه ودينه هو الذي يخجل، بل الأمر على العكس تماماً. من يكون على حياء وخجل هو الملتزم بالدين، أليس ذلك غريباً؟ على جميع الأصعدة، ومن كُل النواحي".

وتابعت: "نرى أن الوازع الديني قد قلّ وانحسر بشكل واضح، وخصوصاً لدى الشباب وذلك يعود إلى الظروف التي تُحيط بنا كمجتمع، فعلى سبيل المثال كثير من المُغريات مُتاحة ومتوافرة أمام الشباب، والأمراض والحالات النفسية والاكتئاب، والمسلسلات والأفلام، وأصدقاء السوء والفكر الغربي المشوّش الذي يسود الوقت الحالي، وبرأيي أن السبب يعود بشكل كبير إلى عدم الفهم الكافي والمعرفة الحقّة للدين، فكم من شاب وشابة قد فسروا وفهموا بشكل خاطئ أن من يلتزم بدينه ولا يتجاوز أخلاقياً على من حوله أنّه متخلّف؟ وليس معاصراً ومواكباً لجيله، وأنّه متعصب ومتحيّز حتى، بل بشكل مُخالف تماماً، من يقوم بالقذف، والخوض في أعراض الناس ومن يمتلئ حديثه بالسب واللعن، هو من يُعتبر "فَـلّة" و"رجل" بين أصدقائه ومن حوله، ويظن كثير أيضاً أن التزامه بالدين سيؤدي إلى حرمانه من الدنيا وسيختلف وضعه عمن هم في مثل سنه وجيله، ولكن الالتزام ومراعاة أمور الدين والتفقّه بشكل معقول يجعل الشخص ذا أخلاق حميدة ولسان مُهذب ويُشعِره بطمأنينة وهدوء وسكون ويُكسبه راحةً في دينه ودُنياه وآخرته والمجتمع في مثل هذا الوقت يحتاج للشباب بكُل طاقاتهم، شباب واثق من نفسه ومُلتزم بدينه وأخلاقه وعمله واهتمامه بمجتمعه ومن حوله، من يُحكّم الفرد ويتحكم بغرائزه وأهوائه هو الفكر الصحيح والطريق السويّ، وذلك ما يوجِدُه ويزرعه الدين في النفس، فإن غياب الدين وقلّة الوازع الديني في نفوس أفراد المجتمع، سيودي بالمجتمع بأكمله إلى الهاوية وإلى دمار الخُلق والأخلاق، خيرُ الأمورِ أوسطها "لا تفريط ولا إفراط" ودور الأهل والأصدقاء والأشخاص المقرّبين مُهم جداً في مثل هذا الأمر".

من جانبه قال الشاب أحمد النسيم: "المذهب الإسلامي أحد أعرق وأقوى وأنقى المذاهب على مدى تاريخ البشرية وأصحها، بداية من التمسك العقدي نهاية إلى الاعتقاد التام بمسلمات المذهب والإسلام، من هنا تكمن مشكلة عزوف الشاب، كونه شاباً باحثاً أجوف العقل يريد أن يملأ هذا الجوف بالشكل الصحيح نظراً إلى اعتقاده التام بالإسلام والمذهب، فهنا نرى أن المنبر الإسلامي في العصر الحديث مع تطور كثير من الأفكار والملابسات والمعتقدات هو متأخر بعض الشيء في مسائل مهمة وإلى الآن لم يجاوب عليها أصحاب الدين بالشكل الكافي وجعلها في المسائل الثانوية للإسلام، وهنا نغفل عن مسألة مسار خطير يتخذه أصحاب الشارع الإسلامي عن هذا الباب لكونه باباً واسعاً في نظر الشاب للإجابة عما يوجد في جوف عقله وهذا ما يتناسب مع ما هو موجود في الساحة، وتكمن المشكلة بحروفها ونقاطها هنا بالتحديد حيث تركز الأفكار المعادية والمعتقدات النافية للإسلام على هذا المصب من المسألة وهذا ما يجعل الشاب عازفاً عن الدين".