تسجل البحرين منذ أكثر من أسبوعين قرابة الـ1000 حالة «كورونا» جديدة يومياً، في وقت من المفترض أن تنخفض فيه هذه الإصابات بعد أكثر من عام منذ تفشي الفيروس وأصبحنا أكثر وعياً بكيفية محاربته.

بالحقيقة لا يمكن أن نعرف لماذا الجميع يلقي باللوم على الجميع، دون أن يلتزموا بالإجراءات التي نسمع عنها منذ 24 فبراير 2020 حتى اليوم.

الغبقات عادت من جديد، والبعض أصبح يأخذ الموضوع على محمل الضحك، بأنه تلقى الفيروس من تجمع أو غبقة، وكأنه يتفاخر بذلك.

التجمعات هي الأخرى عادت من جديد بقوة، وكنت أتمنى على الأقل أن يتبع فيها الإجراءات الاحترازية المهمة، دون سلام أو تقبيل أو أحضان العديد منها زائف ولا ينقل مشاعر حقيقية بل ينقل «كورونا».

الفريق الطبي أعلنها صراحة 91% من الإصابات الجديدة نتيجة تجمعات المنازل، وليس لبقية الأنشطة سوى النزر اليسير من تلك المسؤولية.

وهنا لا بد من أن نعود إلى الكلمة الأولى التي قلناها سابقاً، الكل مسؤول، والقرار الفردي سيؤثر على الجماعة، إما ازدياد الأعداد والوفيات، وإما انتهاء الوباء.

التطعيم متوافر بأسلوب حضاري، ومختلف أنواع التطعيمات موجودة، وليس من عذر لأحد بعدم تلقيه.

لن نعود للإغلاق كما أرى، ولكن يجب أن نرفض هذا الوباء من جسد البحرين، والخطوات سهلة وبسيطة وميسرة.

المساجد مفتوحة، ولكن أنت لن تكسب أجراً عظيماً إذا ذهبت للمسجد وأنت مصاب أو غير محصن، بل ربما يصبح عليك ذنب أكبر إذا ما نقلت الوباء للآخرين.

والصلاة لم تمنع عنك في المنزل إذا كنت من أصحاب الأمراض المزمنة، وستؤجر إن شاء الله بحسب نيتك.

وإخواننا في الصفوف الأمامية، لن يكون لديهم مزيد من الوقت للتعب، بعضهم منذ عام وشهرين لم يرتح، وآخرون أصيبوا بالتعب والإجهاد نتيجة لذلك، فلنرحمهم باحترازاتنا.

* آخر لمحة:

التعايش مع الوباء فكرة تم فهمها خاطئاً، لا نقصد زيادة المصابين، بل نتعايش مؤقتاً مع الإجراءات إلى حين انتهاء الوباء قريباً بإذن الله.