بالأمس القريب كنا نتفاخر بأن البحرين هي واحدة من أفضل دول العالم في محاربة جائحة كورونا، مع الحفاظ على صحة المواطن النفسية في ذات الوقت دون حظر تجول، مع تقليل الخسائر قدر الإمكان.

ولازلنا نتفاخر بأن البحرين من أعلى دول العالم في معدل الفحوصات اليومية، ومعدل التطعيم، وعدد أسرة الحالات الحرجة، وتوفيرها كافة المستلزمات والرعاية الصحية لكافة المواطنين والمقيمين.

واليوم، مع ارتفاع الإصابات التي حذر منها الفريق الوطني الطبي، للأسف نرى أن أشخاصاً مصابين بذاكرة الذباب يتناسون كل ذلك، ويلقون باللوم على هذا الفريق العظيم، ويحملونهم الأخطاء، ويطعنون بمصداقيتهم ويشككون بقراراتهم!!

هذا الأسلوب في التشكيك لن أخوض كثيراً في أسبابه، إلا أنه وبكل تأكيد يأتي في سياق حملة ممنهجة للتشكيك في كل إنجاز وطني للبحرين، والاصطياد في الماء العكر، وهو دأب هؤلاء الأشخاص منذ عشرات السنين.

أما ارتفاع الإصابات، فلو افترضنا جدلاً بأنه كان يجب منع القادمين من بعض الدول في المحور الهندي من دخول المملكة، فإن نسبة المواطنين المصابين أكثر من نسبة العمالة الوافدة، وأنا متأكد بأن جميع هؤلاء المواطنين لم يكونوا في الهند!

وأجزم أيضاً، بأن عدد الإصابات المرتفعة بين المواطنين، ليست بسبب مخالطة العمالة الوافدة أو القادمة من الهند.

التناقض في كلام هؤلاء يصل إلى ما شاهدناه من هجوم لاذع ومحاولة تسييس إغلاق دور العبادة، والطلب بالابتعاد عن بعض المناسبات الدينية، في حين عندما يتعلق الأمر بقوت الناس ودخلهم اليومي، فيصبح كلامهم بأن الاقتصاد ليس أهم من صحة المواطن، وتناسوا أن دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة!

كما تناسوا أن أولى الحالات التي جاءت للبحرين، كانت لمواطنين ذهبوا خلسة وباستخدام طرق ملتوية إلى دول موبوءة، ورفضوا حتى الانصياع للتعليمات الخاصة بإجراء مسحة كورونا أو التقيد بالحجر المنزلي لحين التأكد من عدم إصابتهم.

وتناسوا أيضاً الموجات المرتفعة بسبب تجمعات عيد الفطر 2020 وموسم عاشوراء، وغيرها، ولكن نحن لا ننسى ذلك!

ولا ننسى كيف أن جلالة الملك المفدى وفريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء، قدموا الغالي والنفيس للحفاظ على صحة الجميع، وتحملت البحرين أعباء مادية لم تتحملها أعظم دول العالم من أجل هذا الشعب.

* آخر لمحة:

إلى هؤلاء أصحاب ذاكرة الذباب.. الانتقاد لا يتوافق بتاتاً مع التشكيك، والضرب بالمنجز البحريني ليس وطنية بكل تأكيد، فأثبتوا لنا أننا خطأ في التشكيك بأجنداتكم ولو لمرة واحدة!!