في البحرين، لا يمكن أن يقود مركب وملف كورونا (كوفيد19)، أكثر من ربان أو فريق. فإما أن يقود هذا الملف فريق واحد لا غير، أو أن يترك «سائباً» هكذا للجميع، وهذا ما لا يستقيم بلحاظ المحافظة على أرواح الناس بما فتكت بنا هذه الجائحة.

اليوم، نجد أن الجميع بإمكانهم أن يفتوا في الطب، وفي علم الجينات، وفي علم البكتيريا والجراثيم والأمراض المعدية. الكل يستطيعون أن يتحدثوا وبكل ثقة عن أنواع الفطر «الأسود والأبيض والأصفر». كما يستطيع الجميع ومن خلال أجهزتهم الجوالة وامتلاكهم حرية التصرف في حساباتهم الإلكترونية، أن يفنِّدوا أكبر النظريات العلمية والطبية الخاصة بـ(كوفيد19)، وذلك عبر سلسلة وهمية من الخزعبلات والتكهنات التي يتم نشرها في «قروبات العواجيز»! نحن نؤكد ونعيد ونقول، بأنه لا يجوز لأي فرد كان أن يفتي في تخصصات لا تعنيه، ولا يفقه فيها أيّ شيء. ومن باب الحكمة والذوق والعقلانية، هو أن يترك المرء ما لا يعنيه ولا يخصه. أمَّا أن يقف الإنسان البسيط والعادي في وجه النظريات الطبية والعلمية ليفندها ويبطلها، فقط لأنه غير مقتنع بها، أو حتى من دون أن يملك أي دليل علمي ناهض أو ضعيف على صحة فرضيته، فهذا يُعتبر طيشاً وليس رأياً مقابل رأي. نعم، لا يحق لأحد حجر رأي أحد في أي مجال، لكن، حين يصل هذا الرأي لمجرد وَهْم أو خرافة أو حديث منتديات وديوانيات، ليقف هذا الرأي حجر عثرة في وجه العلم والصحة وبقية التخصصات العلمية المرموقة، فإننا نطالب حينها أن تصمت هذه الأصوات، لأنها «فاهمة» حرية الرأي بشكل خطير ومغلوط. من أراد أن يناقش موضوعاً حساساً، كموضوع (كوفيد19)، ويعطي رأياً فيه، فعليه أن يكون من أهل العلم والطب والاختصاص، لكن، أن يقوم بهذا الأمر من لا ناقة له ولا جمل في العلوم المذكورة، فإن الصمت وقتها سيكون أفضل من «الهراء»، والأفضل منه، هو ترك «الفريق الوطني الطبي» يعمل بشكل كامل وسلس، لمواجهة هذه الجائحة بطريقته وما يراه مناسباً، دون الحاجة لوجود أصوات مربكة ومرتبكة ومشوشة لا شغل لها سوى إفساد عمل «الفريق». فمن لا يستطيع أن يقدم ما يمكن أن يخدم هذا الملف الطبي، فالسكوت وقتها، يعتبر من أفضل الأعمال الوطنية.