- الشيخ محمد بن خليفة عين ممثلاً من قبله على الدوحة والوكرة

- الدوحة تتبع البحرين بناء على معاهدة السلم العامة 1820م



- المحرق أصبحت العاصمة التاريخية لشبه جزيرة قطر وجزر البحرين بعد الزبارة والرفاع

- الدولة الخليفية طورت الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر وأصبح للبدع مكانة مرموقة





تمكن الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة من الحفاظ على سيادة الدولة على جزر البحرين وشبه جزيرة قطر، على الرغم من الأطماع الإقليمية طيلة فترة حكمه الممتد بين عامي (1795- 1821م)، بل ونجح في توطيد العلاقات مع بريطانيا حيث انضم لمعاهدة السلام العامة في العام 1820.

أما عن شبه جزيرة قطر، فقرر الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة، تعيين ممثل من قبله عليها يدعى «أبو حسان»، بحسب ما أفاد به المؤرخ محمد التاجر، وكان يلقب بالأمير بحسب مصطلحات تلك المرحلة.

وذكر المؤرخ محمد التاجر، أن مقر إقامة الأمير أبو حسان كانت في الحويلة في شبه جزيرة قطر.

وأوضح التاجر، أنه نمى إلى علم الأمير أبو حسان وصول أسطول المعتدين ومن معهم من عساكر، واكتشف بأن عدد المقاتلين الذين معه لا يكفي في صد التمرد، فأرسل إلى جزر البحرين يخبر الحاكم الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة بذلك ويطلب نجدتهم، فأنجدوه بعدد من الرجال المشهورين في الحرب والنزال والذين تم نقلهم بأسطول الدولة الحربي بقيادة سفينتهم الطويلة.

وأكد أن الجمعان، التقيا بالقرب من الخوير مقابل خكيكره بشبه جزيرة قطر، وقد نجح جنود الدولة في صد التمرد وانتصروا في المعركة، وأوقعوا خسائر فادحة بالمعتدين الذين ولوا الأدبار، وسميت المعركة «معركة خكيكره» والتي شهدت وفاة الأمير أبو حسان رحمه الله دفاعاً عن موطنه، وكان ذلك في العام 1811م.

وبعد وفاة الأمير أبو حسان، تم تعيين شيخ البوعينين ممثلاً للدولة الخليفية في البدع. واعتنت الدولة الخليفية بتطوير الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر، حيث أصبحت للبدع مكانة مرموقة في شبه جزيرة قطر بعد الزبارة.

وعلى ذات الصعيد، اهتم حكام البلاد بتعمير المحرق التي أصبحت العاصمة التاريخية لشبه جزيرة قطر وجزر البحرين بعد الزبارة والرفاع.

وذكر المؤرخ البريطاني جون غوردن لوريمر، أنه في يناير العام 1823م، قام الملازم ماكلاود المقيم البريطاني في الخليج العربي بزيارة الدوحة، وكانت تسمى البدع، أثناء جولته على طول الساحل العربي، ووجد هذا المكان الذي كان يعترف بتبعيته للبحرين، وخاضعاً من ثم لمعاهدة السلم الشاملة العام 1820م، وكانت تحت إدارة شيخ البوعينين، الذي تم تنصيبه من قبل الحاكم بعد وفاة الأمير أبوحسان.

وفي العام 1835م، ذكرت التقارير البريطانية ما يلي: «دخلت شبه جزيرة قطر - من حيث هي تابعة للبحرين - دائرة الهدنة البحرية التي عقدت سنة 1835م».

وعندما تولى الحكم الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة العام م1843، جعل أخاه الشيخ علي رئيساً لشؤون الحرب البرية والبحرية، وأمّر وزيره عيسى بن طريف على جزيرة سترة، وعندما أظهر الأخير رغبته في تولي ولاية شبه جزيرة قطر، عرض الأمر على الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، فولاه عليها أميراً «وكان مقره الدوحة»، نزولاً عند رغبة أخيه الشيخ علي بن خليفة آل خليفة.

ويقول المؤرخ محمد التاجر: «إنه بعد وفاة عيسى بن طريف قام الشيخ محمد بن خليفة بتعيين ابن عمه الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة أميراً على شبه جزيرة قطر وجعل مقر إمارته في البدع، وكان ذلك في عام 1848م».

ويؤكد لوريمر هذا الأمر في كتابه دليل الخليج، حيث قال في سياق حديثه عن آلية إدارة الدولة الخليفية لشؤون شبه جزيرة قطر بعد نقل مقر حكمهم لجزر البحرين ما نصه: «في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي، أصبح لهم من أفراد أسرتهم ممثل سياسي جعل إقامته في البدع - وهي الدوحة حالياً». هذا الأمر دفع إلى إنشاء قلعة البدع حوالي العام 1850م، والتي أصبحت مقراً للممثل السياسي للحاكم.

وفي ذات السياق قام الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس شؤون الحرب، بعدد من الإجراءات السيادية، ومنها قيامه ببناء حصن دفاعي في الساحل الغربي لشبه جزيرة قطر، وتحديداً بمنطقة دوحة أم الما التي تبعد 12 ميلاً عن رأس عشيرج القريبة من الزبارة.

وفي العقد الأخير من عهد الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، أصبحت للوكرة مكانة كبيرة في شبه جزيرة قطر، حيث وصفها النبهاني في تحفته بـ«قصبة قطر»، فأصبحت قلعة الوكرة مقراً لممثل الحاكم في شبه جزيرة قطر، بعد أن كانت البدع مقراً لإمارته، ويقول النبهاني «إن الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة كان يتحصن في قلعة الوكرة».