لعلها قصة هذا الأسبوع أو الموسم، فالكارثة التي حصلت وما سيتبعها من عواقب ستصيب عدة فئات مستفيدة ستكون آثارها طويلة المدى وسبب في رسم سياسة وقواعد جديدة للجميع.

هي قصة تلك الحمقاء التي أرادت الشهرة دون أن تكترث بكم الأشخاص في الميدان والمنخرطين في العمل أصحاب الشأن والاختصاص، دخلت عليهم من باب ضعف النظام والقوانين والاشتراطات، دخلت ساحة ليست بساحتها، ولا في اختصاص من اختصاصاتها، إنها الحمقاء التي أسقطت الجميع.

هي فتاة فرنسية أرادت استغلال وجود التغطية الإعلامية لأشهر سباق للدراجات في فرنسا، بأن دخلت في خط سير الدراجين رافعة لافتة في وجه المصورين، دون أن تدرك وبكل حماقة أنها في طريق الدراجات، لتصطدم بهم وتتسبب في إصابة العديد من المتسابقين وتعطيل السباق.

الحادث كان سبباً لمراجعة السلطات ومنظمي السباق لعديد من القرارات والاشتراطات، منها منع الجماهير من الاقتراب من مسار السباق، كذلك تشديد الرقابة الأمنية طول مسار السباق. أمور وإن كانت ضرورية إلا أنها تلغي كثيراً من أعراف وخاصية هذا السباق التاريخي المهم.

الحماقة ليست من اختصاص جنس معين ولا عرق معين، هي صفة تتجلى في الإنسان بعد أن يضع نفسه في خانة الأهمية القصوى دون باقي البشر. لا يا عزيزي الأحمق، أنت مخطئ حينما تعتقد بأنك الأفهم والأقدر في أي مكان توضع فيه أو أخذتك إليه الصدفة، فكم من تيس يعيش في قمم الجبال.

ومثال الحمقاء ليس ببعيد عن كثير من مجريات حياتنا اليومية، فكم من فريق يجتهد ليل نهار وأياماً وشهوراً للوصول إلى مبتغاه والنجاح وتحقيق أهدافه، ليسقط ويتعطل بسبب مستهتر وأحمق، وهو حال فريق البحرين الذي دخل في حالة طوارئ منذ فبراير 2020، وحتى هذه اللحظة، بكل طاقته من أجل الوصول إلى هدف القضاء على الوباء، وبين الحين والآخر يظهر بعض المستهترين متسببين في خلل وتراجع الفريق خطوات للوراء.

وكل ذلك كفيل بأن يتسبب في خلق قوانين وقرارات جديدة لا تعاقب الأحمق أكثر ما تصيب المجتمع كافة. لذا يستوجب إلى أصحاب الشأن بأن يضعوا ضوابط وحدوداً لتصرفات المستهترين في أي ساحة وأي حلبة، فلو ترك الأمر دون قيود لرأينا جميع الحمقى وسط مسار السباق من أجل مصلحتهم الشخصية.