تجري استعدادات ريال مدريد للموسم المقبل على قدم وساق، حيث يقود كارلو أنشيلوتي مشروعا جديدا للفريق، مستعينا بعدد من عناصر الحرس القديم.

وبعد فشل ريال مدريد في تحقيق أي لقب الموسم الماضي، رحل المدرب زين الدين زيدان، ليتعاقد النادي الملكي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي سبق له تدريب الفريق لموسمين بين عامي 2013 و2015.



ومن بين العناصر التي يستعين بها أنشيلوتي في طاقمه التدريبي، مواطنه أنطونيو بينتوس، وهو المعد البدني الذي سبق له العمل في ريال مدريد، ويعود أيضا قبل بداية الموسم المقبل.

الجندي المجهول

يندر أن يعرف جمهور كرة القدم أسماء أعضاء الأطقم التدريبية للفرق، خاصة من يشغل منصب المعد البدني، لكن الأمر يختلف بالنسبة لأنطونيو بينتوس، الذي بات مشهورا بفضل نجاحاته مع ريال مدريد.

بدأ بينتوس عمله كمعد بدني في منتصف الثمانينات مع ناد إيطالي مغمور يدعى سيتيمو، ثم انتقل إلى يوفنتوس في عام 1991، وهناك أشرف على تدريبات زيدان كلاعب.

رحل بينتوس عن يوفنتوس عام 1998، ليتنقل بين عدة أندية داخل إيطاليا وخارجها، حيث عمل مع تشيلسي ووست هام يونايتد وسندرلاند في إنجلترا، وموناكو وأولمبيك مارسيليا في فرنسا، كما قضى تجربة جديدة مع اليوفي (2006-2007)، بجانب باليرمو وأودينيزي الإيطاليين.

أهان رونالدو وكاسياس.. ما هي تسريبات بيريز التي طالت نجوم ريال مدريد؟

وبعد تولي زيدان تدريب ريال مدريد في منتصف موسم 2015-2016، طلب من إدارة النادي الملكي التعاقد مع بينتوس في بداية موسمه الثاني (2016-2017)، وكان وقتها غير مرتبط بناد بعد انتهاء مشواره مع سندرلاند في 2015.

ويعتبر الإعداد البدني عاملا أساسيا لدى الأندية الأوروبية الكبيرة، في ظل رغبتها على تجهيز اللاعبين للمنافسة بقوة على كل البطولات المحلية والقارية، ما يتطلب مجهودا شاقا على مدار الموسم، وهو ما وضع بينتوس في مكانة لا تقل عن زيدان، خاصة مع ظهور نتائج عمله على أرض الواقع.



رجل الثلاثية

يتسم أنطونيو بينتوس بالصرامة والميل لفرض تدريبات قاسية على اللاعبين، حتى أنه قال في وقت سابق إنه يُقابل بالاعتراضات والإهانات منهم كما يحدث مع الحكام.

لكن في المقابل فإن المدرب الإيطالي صاحب الـ58 عاما، كان له دور بارز في حصول ريال مدريد على الثلاثية التاريخية المتتالية في دوري أبطال أوروبا بين 2016 و2018، بل يمكن القول إنه كان رأس الحربة في نجاحات زيدان بولايته التدريبية الأولى مع الفريق الملكي.

وبالرغم من نقص خبرته التدريبية، فإن زيدان حقق 9 ألقاب خلال موسمين ونصف فقط مع ريال مدريد، في أولى تجاربه كمدير فني، مستعينا بالقدرات الخارقة التي بات يتحلى بها فريقه بفضل بينتوس.

المميز في تلك الولاية أن زيدان جمع بين اللقبين الأهم، دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، في موسم 2016-2017، وهي الثنائية الأولى من نوعها منذ موسم 1957-1958، والسبب الأهم في ذلك هو زيادة قدرة اللاعبين على تحمل ضغط المباريات.

ولهذا حظي بينتوس بشهرة كبيرة غير معتادة لأصحاب هذا المنصب، بعد مساهمته الواضحة في إنجازات زيدان بولايته الأولى مع ريال مدريد.



طعنة للبيت القديم

بعد عودة زيدان لتدريب ريال مدريد في 2019 رحل بينتوس عن الفريق، وانضم إلى الطاقم الفني لمواطنه أنطونيو كونتي في إنتر ميلان.

وكما أحدث بينتوس طفرة مع ريال مدريد، قام بالمثل في إنتر ميلان، وفي موسمه الأول (2019-2020) حصل الفريق على وصافة الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي.

فلورنتينو بيريز.. ملياردير ريال مدريد الذي رفض النجوم الاستسلام لغروره

وفي الموسم الثاني (2020-2021) وجّه بينتوس طعنة إلى يوفنتوس بيته القديم، بعدما ساهم في حصول إنتر على لقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 2009-2010، لينهي سيطرة اليوفي على اللقب لـ9 مواسم متتالية.

جدير بالذكر أن ريال مدريد في غياب بينتوس عانى من الإنهاك والإصابات المتتالية مع تزايد ضغط المباريات في مختلف المسابقات المحلية والقارية على مدار الموسمين الماضيين، وفي الوقت الحالي يتطلع للدور السحري الذي يلعبه المعد البدني الإيطالي لحل تلك المشكلة.