بداية جديدة مفعمة بالأمل بعد إعلان الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) عن الانتقال إلى المستوى الأخضر وفق آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا، ثلاث أيام خضراء تكفي بأن ترجعنا إلى سابق عهدنا قبل جائحة كورونا نستشعر بالحياة مرة أخرى، تكفينا أيضاً بأن نفكر ملياً للأيام المقبلة ونخطط في أي مربع يجب أن نكون حتى تستمر الأيام الخضراء شهوراً وأعواماً مديدة بعيدة عن الأمراض والأوبئة.

إعلان الفريق الوطني الطبي عن بدء المستوى الأخضر لمدة ثلاثة أيام ثم العودة إلى المستوى البرتقالي في إجازة يوم عرفة وأيام عيد الأضحى قرار صائب بالتأكيد يصب في مصلحة الجميع، فالعيد يقتضي التجمع العائلي والزيارات المتبادلة وقد يحتمل هذا التجمع زيادة في الإصابة بالفيروس، ولكن بالرجوع إلى مستوى البرتقالي سوف يحد من التجمعات ويضبط بعض السلوكيات وفقاً لمعايير آلية الإشارة الضوئية سواء في محيط الأسرة أو التجمعات الخارجية في المطاعم ودور الترفيه والمجمعات والذي نأمل الالتزام الجاد في هذا المستوى لما يشكل من خطورة كبيرة للرجوع إلى المستوى الأحمر من جديد لا قدر الله.

لا شك في أن مواصلة الالتزام بالإجراءات والتعليمات الاحترازية والوقائية سوف يصلنا إلى بر الأمان فالاستمرار في المستوى الأخضر هي عودة للحياة الطبيعية حيث التجمعات والترفيه والسفر وزيارات الأهل والأصدقاء وعودة الحياة التعليمية في المدارس والجامعات والكثير من الامتيازات التي نفتقدها منذ 2020، فالوعي المجتمعي أولى خطوات التغلب على الجائحة وصد الشائعات وباب واسع للمسؤولية الوطنية الواجبة على كل مواطن ومقيم، وقد لامسنا هذا الوعي والمسؤولية عند البعض من خلال الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصادرة من الفريق الوطني فيما يتعلق بالتطعيم والتباعد الاجتماعي والبعض الاخر كان بحاجة إلى أن يتيقن بأن العالم أجمع يعيش دراما حقيقية وأن تقديره لكافة الأمور المتعلقة بالصحة جديرة بأن ينقذ نفسه والآخرين من هلاك هتمي، فالمبادر بأخذ التطعيمات للأمانة «بطل» والأبطال هم دعاة للفخر لأنهم يفكرون ملياً بمن حولهم وبمجتمعهم.

جهد كبير وعظيم من الفريق الوطني بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لما وصلت إليه المملكة للمستوى الأخضر، جهد لا ينكر على الدور القيادي الرفيع لتولي زمام الأمور وإدارة الأزمات بنجاح بجانب توفير كافة الاحتياجات الضرورية التي ساهمت بشكل كبير للتغلب على العقبات التي تواجه أي دولة في ظل الجائحة، ويبقى أمام المجتمع البحريني بأسره قبول تحدى المستوى الأخضر وعدم الرجوع الى الوراء، وعلينا جميعاً واجب قبول التحدي حيث السلامة والأمان، قطعنا معاً شوطاً طويلاً منذ 2020 حتى وصلنا في 2021 إلى المستوى الأخضر ومن الخطأ هدم كل هذا البناء، دعوانا بأن نستمر ونتحدى أنفسنا حتى نبلغ مبتغانا.