علق مسؤول أفغاني رفيع المستوى، الإثنين، على تأسيس جماعة "الحشد الشعبي" الإيرانية في أفغانستان بذريعة مواجهة حركة طالبان.

وقال المشرف العام على وزارة الثقافة الأفغانية، محمد قاسم وفايي، إن "النظام الإيراني يعمل عى تعقيد أبعاد الحرب في أفغانستان عبر هذا النوع من المؤامرات".



وأضاف وفايي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "التحريض والتهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني يشعل حريقًا يجتاح إيران"ـ متابعا "مثل هذه العصابات المرتزقة وأدوات الأجانب لا مكان لها بين أبناء أفغانستان".

وتابع المسؤول الأفغاني أن "شعب أفغانستان متحد ضد أعداء الشعب وطالبان وداعش وخدم باكستان".

وفي وقت سابق اليوم، كشفت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية المقربة من معسكر التيار المتشدد، عن ظهور جماعة مسلحة في أفغانستان مدعومة من طهران على غرار ما حصل في العراق بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة عام 2014 بعد فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الجماعة الأفغانية تحمل اسم "الحشد الشيعي"، وإنها ظهرت في العاصمة كابول وتستعد لقتال حركة طالبان التي باتت تسيطر على أجزاء من مناطق أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن قائد هذه الجماعة يدعى حسن الحيدري الذي قاد جماعات مسلحة في العراق، مضيفة أن "قوات فيلق فاطميون لم يدخلوا مرحلة التعبئة العامة ضد طالبان".

وفيلق فاطميون مليشيات مسلحة أسسها الحرس الثوري عام 2013 وقاتلت هذه الجماعة في سوريا ضد المعارضة.

وأول من قاد مليشيات فاطميون القائد العسكري الأفغاني علي رضا توسلي وتم قتله في معارك بمدينة درعا عام 2015، وهو مقرب من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل في العراق مطلع العام الجاري بطائرة أمريكية مسيرة.

وبحسب التقرير الرسمي لمسؤولين إيرانيين، فقد بلغ عدد القتلى الفاطميين في سوريا عام 2018 أكثر من ألفي قتيل، وبلغ عدد الجرحى أكثر من ثمانية آلاف شخص، فيما قال مسؤولون أفغان إن عدد الضحايا أعلى بكثير مما تعلنه طهران.

فيما قال مسؤولون في مليشيات فاطميون إن عناصر هذه الجماعة يبلغ قرابة 80 ألف شخص أفغاني شاركوا في سوريا.

وقد أغرت إيران اللاجئين الأفغان بالقتال في سوريا مقابل تقديم مساعدات مالية شهرية لهم ومنح عوائلهم إقامة قانونية في إيران.

وترى الحكومة الأفغانية إن وجود مسلحي فاطميون سيدفع البلاد نحو حرب طائفية لتحقيق مصالح إيران، وطالبت كابول عدة مرات طهران بحل هذه الجماعة بوصفها جماعة طائفية.

وفي سبتمبر من العام الماضي، أعلنت وزارة اللاجئين الأفغانية في بيان أن 81566 لاجئًا أفغانيًا عادوا من إيران، وبدأت الموجة الأولى لعودة الأفغان إلى بلدهم بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعادت فرض العقوبات على طهران في عام 2018، الأمر الذي أغرق اقتصاد البلاد في أزمة عميقة وركود.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس في أبريل من العام الماضي، نقلاً عن مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية، أن طهران كانت تساعد مسلحي فاطميون السابقين الذين يعيشون في كابول ومنطقة باميان الشيعية.

وبحسب المسؤول الأفغاني، فإن المسؤولين الإيرانيين "يقدمون الأسلحة والمال للأعضاء فاطميون الذين عادوا إلى أفغانستان ويقومون ببناء هيكل يمكن إعادة تعبئته بسرعة إذا لزم الأمر".

كما نقلت وكالة الأنباء عن بعض أعضاء الفاطميين الذين عادوا الآن إلى أفغانستان قولهم إن العديد من الأفغان وصفوهم بـ "الخونة والإرهابيين" وأنهم يواجهون الاعتقال خارج نطاق القضاء.