انتشر قبل حين خبر نسب إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية نصه أن «المديرية العامة للأمن العام في لبنان لم تعثر على أعضاء حركة الوفاق البحرينية لإبعادهم.. ومن المتوقع ألا تتمكن من العثور عليهم» وهو خبر يفرح الوفاق ومنسوبيها وما تبقى من المتعاطفين معها، لكنهم لا ينتبهون إلى أنه ليس في صالحهم. فأن يختفي أولئك في لبنان مباشرة بعد صدور قرار من وزير الداخلية اللبناني بترحيلهم يعني ببساطة أن ميليشيات نصر الله خبأتهم وأن ذلك بمثابة اعتراف بأنهم مدعومون من «حزب إيران في لبنان»، وهذا وذاك يقلص الفرص التي يتم الحديث عنها بين الحين والحين عن «مصالحة» تؤدي إلى إغلاق الملف الذي فتحوه في 2011 ولا يعرفون كيف يغلقونه.

انتشار مثل هذا الخبر ينبغي أن يجعل تلك الجمعية التي لم يعد معترفاً بها في البحرين تعقد اجتماعاً مفتوحاً لأنه باختصار يفضحها ويحرجها ويؤكد علاقتها مع ذلك الحزب وتلك الميليشيات وأنها لم تلتزم بشروط الإقامة في لبنان. وبالتأكيد كلما طال اختفاء أولئك كلما تأكد أن الذي يدير الوفاق هو حسن نصر الله والنظام الإيراني وليس آحداً آخر.

ثم طالما أن الذين عقدوا المؤتمر الصحفي يؤمنون بأنهم إنما مارسوا حقهم وأنهم لم يرتكبوا جرماً في حق لبنان ولم يسيئوا إليه فلماذا يخافون خصوصاً وأن إقامتهم هناك رسمية وهم تحت مظلة القانون الذي يطالبون بتحكيمه في كل حين؟

مثل هذا التصرف يؤكد من جديد أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لا يعرفون كيف يشتغلون سياسة وأنهم إنما يدارون من قبل النظام الإيراني الذي يصير هو الآخر في موقف حرج بسبب سيطرته على ميليشيات نصر الله وبسبب تمكنه من جزء من القرار في لبنان.

لو أنهم جميعاً يقولون إنهم ليسوا دخلاء على السياسة فإن عليهم أن يبادروا فوراً إلى تسليم الذين أخطأوا في حق لبنان وحق البحرين وحقهم قبل أن تتفاقم الأمور ويصعب حلها.