امل الحربي

المظهر الجميل والمرتب ملفتٌ وجاذب للنظر، يعطي انطباعاً مبدئياً عن الشخص خصوصاً بمقابلات العمل والاجتماعات، فالألوان التي يرتديها الشخص تعكس شخصيته ومن ثم تفكيره، خصوصاً وأن لها دلالات نفسية وتعكس شخصية الفرد، وجميل أن نهتم بمظهرنا وأناقتنا لكن بدون إسراف ومبالغة بالمظهر.

فالمبالغة في المظهر، تعكس صورة سلبية عن الشخص إذا لم توظف بطريقة صحيحة، وخصوصاً في أول لقاء، فاللقاء الأول يبقى في ذاكرة الآخرين عن الشخص وممكن أن يتم الحكم عليه من مظهره دون معرفة شخصيته. الموضة، هي فن وابتكار وتصميم، ولكن البعض يبالغ فيها ويرتدي منها دون أن يراعي العادات والتقاليد أو ما هو مناسب للشخص أو لبُنيته الجسمية أو للون بشرته. وبعض النساء الآن، تقترض أو تجعل زوجها يقترض ليشتري لها سيارة أو حقيبة مثلاً فقط حباً بالتفاخر. وهذا فيما بعد يشكّل عبئاً مادياً ونفسياً على الأسرة، حتى بعض الرجال يتفاخر بشراء سيارة أو ساعة مثلاً فقط للتفاخر والتباهي، أو يتم شراء تقليد لماركة معيّنة ويقال إنها أصلية ويُكتشف الأمر فيما بعد ويكون إحراج له. في حين، أن الهندام الجميل يكون بأبسط مظهر من خلال تنسيق الألوان واللباس المناسب وبأسعار مناسبة، فالأناقة لا تحتاج لمبالغ طائلة بلا حس وإبداع وتنسيق، وأنا أؤمن أن كل امرأة جميلةٌ وتزداد جمالاً بالاعتناء بنفسها جسدياً ونفسياً، وكل رجل وسيمٌ وأنيق إذا اهتم بنفسه وتطوير ذاته وشخصيته وتفكيره ومظهرة بدون مبالغة.



أيضاً عدم المبالغة بعمليات التجميل، إن لم تكن المرأة بحاجة لها، وجمال الروح هو ما يجب أن ننميه بالسلام الداخلي والتسامح والحكمة، لأن ما بداخل الإنسان يظهر جلياً على وجهه وعدم المبالغة بوضع مساحيق التجميل، فهناك بعض المراهقات تضع مساحيق مبالغ فيها، وهذه مسؤولية تقع على الأم بتعليم ابنتها أن المبالغة دائماً في أي شيء تعطي نتائج عكسية، ومساحيق التجميل المبالغ فيها بسن صغيرة على المدى البعيد تضر بالبشرة وتجعلها أكبر سناً. ونقطة أخرى أيضاً، في ظل المتغيّرات اليومية والمجتمعية يخاطر البعض باستثمارات لم يدرسها جيداً، فالأهم هو دراسة المشروع ووضع خطط بديلة وتخيُّل مدى الخسارة ووضع أهداف دقيقة، حتى بشراء الأسهم يجب دراسة السوق ومعرفة متى يتم بيع الأسهم.

فكل شيء في حياتنا هو استثمار للمستقبل، لنكون بصحة جيدة، كتربية الأبناء وتأمين المستقبل ولكن بخطط مدروسة، والحياة «رتمها» سريع الآن ويجب أن نواكبها.

ختاماً، أودّ أن أسلط الضوء على نقطة مهمة، وهي الفوارق الاجتماعية فليست كل العائلات تستطيع تأمين احتياجاتها واحتياجات أبنائها لقلة دخلهم أو أن دخلهم متواضع، لذلك التفاخر والتباهي بطريقة مبالغ فيها يؤثر على الفتيات والأبناء فيضطرون إلى تقليد أقرانهم، وبالتالي الضغط على والديهم مادياً ونفسياً، فرفقاً ببعضنا، وجميل أن نراعي بعضنا، وجميل أن يستمتع كل إنسان بما لديه من نِعَم ويُظهرها بدون مبالغة وتفاخر وتباهٍ.