أكد النائب عمار البناي في ندوة "الوطن"، بأن هناك هموم يعاني منها الشارع البحريني بشأن السياحة، وفعلاً اليوم القطاع الفندقي بات يحتضر والمطاعم العاملة في البحرين لا تحقق أرباحاً ويستثنى منها فقط مطاعم الدرجة الأولى، ونحن منذ سنوات نتحدث عن السياحة البحرينية، وما جئنا لنستعرض إستراتيجية الهيئة وإنما هموم القطاع السياحي، فتلك الإستراتيجية تبقى كلاماً وإذا لم تتمكن تلك الإستراتيجية من لمس واقع الشارع السياحي فهي والعدم سواء، وهذا هو الوضع والواقع منذ سنوات، حيث نسمع ونقرأ «كلام جرائد».

واضاف: كان لدينا العديد من الفرص ومنها جسر الملك فهد، لكن اليوم ما يقدم في الرياض لا يمكن للبحرين أن تفعل مثله، ولا أعلم آلية ترويج الهيئة لفعالياتها؛ فأنا وغيري كثيرون لا يصلنا إعلانات عن تلك الفعاليات بشكل احترافي وربما تصل الإستراتيجية إلى البعض في الداخل بينما لا يأتي أحد من الخارج أو يعلم عنها شيئاً، ولا تصل حتى إلى السائح الخليجي، فاليوم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة الترويج الأولى للفعاليات وخاصة أن الفئة المستهدفة والأقرب هي دول الخليج، وعندما أبحث كسائح عن الفعاليات التي تنظمها الهيئة وأدخل إلى موقعها الإلكتروني لا أجد سوى استقبالات الرئيس التنفيذي والوزير ولقاءاتهما، فضلاً على أن بوابة الدخول للمملكة وهو مطار البحرين كان يروج لمهرجان الرياض، وأعود لأتساءل: كيف سيعرف السائح أجندة السياحة؟ وهنا أعتقد أن هذا ضعف ما بعده ضعف.



كما أتساءل عن السبب في النسبة العالية من الفعاليات الأجنبية التي ربما لا تخاطب ذوق أهل الخليج، ولا يجب على الهيئة أن تنسب لنفسها فعاليات تنظمها جهات أخرى في الدولة، مثل الفورمولا أو أي مستثمر يستقطب فنان خليجي، وهنا أوجه السؤال مرة أخرى للهيئة ماذا فعلتم أنتم؟ ماذا فعلتم بالرسوم المستقطعة من الفنادق والمطاعم؟ وما هو المردود المباشر لتلك الفئات؟، فعلى سبيل المثال قامت وزارة السياحة في تركيا بدفع 50% من قيمة تذاكر شركات الطيران ولمجموعة كبيرة من الفنادق لتخفيض تكلفة الإقامة على السائح، في مصر تم تخفيض أسعار تذاكر الطيران أيضاً والسعودية فعلت كذلك للقادمين إلى مهرجان الرياض، نعم، ستوقع معنا كل المكاتب السياحية للحصول على العمولة ولهم مصلحة في ذلك، ولذلك لا يعد إنجازاً أن نقوم بالتوقيع مع 50 مكتباً.

واضاف البناي: اليوم مطاعم بالعشرات أغلقت وقضايا كثيرة في المحاكم بشكل يومي على أصحاب هذا القطاع، والسبب أن السياحة لا تعمل بالطريقة الصحيحة في استقطاب السياح، واليوم ما يقارب 35% من مطاعم مجمع 338 أغلقت، وهو المجمع الذي نهض بجهود فردية من أصحاب المطاعم فيه، حتى إن كل سائح قادم من السعودية يضع مجمع 338 هدفاً لزيارته، واليوم أسأل: ماذا فعلت السياحة لهذا المجمع، وهل يعني الاستقطاب أن تأتي فرقة لتغني أو تقدم فقرة وترحل؟ بينما لا يجد الزوار مواقف لسياراتهم وهي المشكلة التي سألنا عن حل لها منذ 3 سنوات وقدمنا مقترحاً بدائياً بعمل باصات تنقل السياح من براحة الفاتح إلى المجمع، ولم يحدث أي شيء فيها حتى الآن، وبالنسبة للأرقام التي قدمتها الهيئة بشأن نسب الإشغال يجب أن تتضمن نوعية السائح الذي زار تلك الفنادق وهل هو من داخل المملكة أم قادم من خارجها؟ حتى نستطيع الاستثمار في هذه الشريحة، وخاصة مع توقف الجسر والمطار في فترات خلال الجائحة.

والملاحظ اليوم أن جهات حكومية تقوم بتنظيم فعاليات كثيرة دون الرجوع إلى الهيئة أو حتى التنسيق معها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هيئة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الإعلام، وذلك منذ تشكيل مجلس الإدارة الجديد.

ورداً على ما ذكرته نائب الرئيس التنفيذي بشأن عدم تنسيق مواعيد الفعاليات، أوجه مناشدة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بمنح السياحة سلطة مطلقة لوضع البرامج والفعاليات في الدولة بصفتها الجهة المسؤولة، وهذا النظام موجود في أكثر دول العالم.