ملتقى «مغردون» الذي تنظمه سنوياً مؤسسة الأمير محمد بن سلمان آل سعود «مسك الخيرية» والذي يستقطب الشباب والشابات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من كل الدول، تجربة جميلة نحتاج لاقتباسها في مملكة البحرين.

لماذا نقول اقتباس هذا الملتقى التفاعلي الذي يفد عليه الكثير من المؤثرين في ساحة التواصل الاجتماعي والناشطين جداً وتحضره وكالات الإعلام العالمية؟ أولاً هذا الملتقى يحظى باهتمام كبير كون وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وصلت إلى كل منزل ولا يوجد شخص واحد يخلو هاتفه منها، لذا فالملتقيات والمؤتمرات المتعلقة بها تحظى بمتابعة وتفاعلية من الصغير قبل الكبير، كما أن من يحضرونه من المؤثرين في ساحة التواصل الاجتماعي بالطبع سيقومون بتغطيته والتحدث عنه على حساباتهم التفاعلية التي يتابعها آلاف الأشخاص من كل دول العالم، مما يساهم في إبراز اسم المملكة العربية السعودية أولاً ومن ثم مؤسسة «مسك الخيرية»، وتسليط الضوء عليها وتأسيس قاعدة جماهيرية لها تتواصل معها وتتفاعل مع أنشطتها وبرامجها إلى جانب التغطيات الإعلامية عبر المؤسسات الإعلامية الرسمية الخليجية «لكم أن تتخيلوا كيف سيبرز اسم مملكة البحرين بنفس الطريقة والاهتمام».

فمن تابع ملتقى مغردون 2017 الذي أقيم تزامناً مع قمة الرياض التاريخية الماضية سيجد «هاشتاج» الملتقى مثلاً قد تصدر «ترند» موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لأكثر من 48 ساعة، حيث ظل في المركز الأول لأكثر من دول خليجية وهو تصدر صعب أمام «الهاشتاغات» العديدة التي أطلقت تزامناً مع قمة الرياض، وقد امتلأ «تويتر» يومها بالعديد من مقاطع الفيديو والاقتباسات والتصريحات التي كانت تتحدث عن مواقف الدول الخليجية والعربية وحربها على الإرهاب كما كانت توضح حقائق مهمة جداً عن المملكة العربية السعودية وسياستها الخارجية ودول الخليج العربي.

وقد لقي الملتقى اهتماماً كبيراً حتى من قبل الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين لم يحضروه نظراً لكون إحدى جلساته كانت من المقرر أن يحضرها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، إلا أنه في اللحظات الأخيرة اعتذر لتحضر ابنته إيفانكا بدلاً منه، حيث ألقت كلمة على الجمهور الحاضر شكرت فيها المملكة العربية السعودية على حفاوة الاستقبال وأشادت بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية ودعمها لرائدات الأعمال واطلاعها على تجربتهن حيث أشادت بالمرأة السعودية -هذه الجملة في حد ذاتها تفند كل حملات التشويه التي سعت إلى إظهار صورة مغايرة للمرأة السعودية مخالفة للواقع وأنها محاربة في مجتمعها ومنبوذة- كما أن الإشادة التي تطرقت لها بما تم في قمة الرياض وسعي السعودية والدول العربية والإسلامية إلى السلام والتسامح ونبذ التطرف كانت خير تأكيد بأننا دول نحارب الإرهاب، لا نصنعه، وهذه الكلمات لها ثقلها ووزنها بالطبع على المستوى الإقليمي والدولي ورسالة مختصرة للرأي العام العالمي تفند كل حملات التشويه التي طالت المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية سنين طويلة، وتعزز صورة مشرقة بدلاً من الصورة المسيئة التي دائماً ما يحاول الإعلام الغربي إلصاقها بالمسلمين والعرب، وأن دولهم متخلفة وحاضنة للإرهاب والتطرف.

كلمة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة لشؤون المرأة بالمملكة العربية السعودية كانت من أجمل الكلمات التي قدمتها المشاركات النساء في ذلك الملتقى، حيث استعرضت التجربة الرياضية للمرأة السعودية وخطوات المملكة في تمكينها رياضياً ومجتمعياً والدعم الذي تحظى به المرأة السعودية، تلك الكلمات التي نطقتها باللغة الإنجليزية واستمع لها الأجانب والعرب كانت خير سفير للحاضرين، لكي يصححوا الفكرة المغلوطة لديهم عن المجتمع السعودي وقد تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ليطلع عليها الأجانب قبل العرب، وكل ذلك يرسخ صورة إيجابية تطيح بالسلبية التي حاول أعداء السعودية ترسيخها لدى الرأي العام العالمي.

لنا أن نتخيل لو أن مثل هذا الملتقى أقيم في البحرين ومن ثم يكون له حضوره على المستوى الإقليمي والعالمي ويحظى باهتمام الرأي العام العالمي، خاصة إن تم نقله كما تم في مغرودن 2017 باللغة الإنجليزية بل ويغطيه وينقله مباشرة الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يتابعهم آلاف الأشخاص ويستقطب وكالات الأنباء العالمية لتبرز الحقائق عن مملكة البحرين ونظامها وحقيقة اتجاهات شعبها الموالي لقيادته، خاصة إن تضمنت جلساته استضافات للقيادات لدينا كما تم عندما استضاف الملتقى وزيري خارجية السعودية والإمارات، القاعدة الجماهيرية التي سنكسبها والتي ستتحدث عن مملكة البحرين ستكون بمثابة الحملة الإعلامية التي تصل إلى كافة دول العالم وبكل اللغات، نتمنى أن تنسق وزارة شؤون الشباب والرياضة ووزارة الإعلام والمؤسسة الخيرية الملكية مع مؤسسة «مسك الخيرية» لتقام ملتقيات مماثلة على أرض مملكة البحرين.

* إحساس عابر:

نتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة ممثلة في مديرة إدارة الأنشطة الشبابية الشيخة منيرة بنت محمد آل خليفة على جهودها الطيبة وعلى اختيارها لنا ضمن الوفد البحريني المشارك في الملتقى مع خيرة من الشباب الناشطين. إن مثل هذه المشاركات الخارجية تصقل الإعلامي البحريني أكثر وتعمل على إكسابه العديد من المعارف والأفكار النيرة كما نشكر مؤسسة الأمير محمد بن سلمان آل سعود «مسك الخيرية» على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة متمنين لهم دوام التوفيق.