بعض التحليلات التي خرجت هذه الفترة وتزامناً مع انعقاد مؤتمر المعارضة القطرية في لندن، رأت أن اجتماع القمة الخليجية القادم في ديسمبر بالكويت قد تسلم فيه المعارضة القطرية مقعد تمثيل قطر، وأن الأمير عبدالله آل ثاني حفيد حاكم قطر سابقاً الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني قد يكون ممثل المعارضة القطرية بالقمة.

للأسف خسائر النظام القطري فادحة ولايزال النظام يخسر الكثير، بدءاً من بعض أفراد العائلة الحاكمة المعارضين لسياسة قطر الإرهابية إلى الكثير ممن انضموا إلى قافلة المعارضة القطرية في المنطقة، ولعل آخر حماقة ارتكبها تنظيم الحمدين بعد استهدافه لعدد من الحجاج القطريين وتعذيبهم ودعوتهم إلى الإساءة للمملكة العربية السعودية بعد أن شكروها على حسن تنظيم موسم الحج، هي سحب جنسية شيخ قبيلة آل مرة، الشيخ طالب بن شريم المري إلى جانب سحب جنسية 55 من أفراد عائلته من رجال ونساء وأطفال، ومصادرة أملاكه كما لفتت مصادر مؤكدة إلى أنه تم مع هذا الإجراء سحب جنسية شيخ شمل قبيلة الهواجر بقطر الشيخ شافي بن ناصر بن حمود آل شافي أيضاً، وكل ذلك تم لرفضهم الإساءة للسعودية والبحرين، مما أدى إلى استنكار عدد من منظمات حقوق الإنسان لهذه الخطوات التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والمواطنة.

تنظيم الحمدين في قطر مثل الغريق، الذي بدلاً من أن يمد يده إلى من يحاول انتشاله من الغرق ومناصحته بالخروج من بحر الإرهاب وترك الإبحار فيه ليعود إلى أرضه وعائلته، أخذ يكابر ويزداد في عناده متوهماً أن بإمكانه السباحة فيه لوحده دون أن يفطن أن مصيره بالنهاية الغرق وحيداً وأن العاصفة القادمة أقوى بكثير من مقدرته على مواجهتها والنجاة!

تنظيم الحمدين بدلاً من أن يدرك أن شعب قطر الخليجي العربي الذي له امتداداته القبلية بالمنطقة هو سنده وواجهته أمام العالم الذي يستند عليه لتستمر آل ثاني في سدة الحكم فيهتم -خاصة خلال هذه الفترة الحرجة- بالحفاظ على ولائهم، أخذ يتمادى في خسارتهم والتلاعب بمصيرهم وتعذيبهم وانتزاع هويتهم منهم، بل وصل الأمر به إلى استبدالهم بالأعاجم والأجانب!

تنظيم الحمدين في آخر صور له نرى الأجانب والأعاجم ملتفين حولهم يتحلقون بالجلوس عندهم فيما شيخ قبيلة آل مرة كان واضحاً، موقف كبير لقبيلة آل مرة التي توافد أفرادها من كل مكان إلى جانب شيوخ قبائل أخرى متضامنة معهم لتأكيد موقفهم ودعمهم ومساندتهم له في اجتماع القبيلة الكبير الذي أقيم بمحافظة الأحساء بالسعودية مؤخراً!

هناك حكمة تقول «من لا يقرأ التاريخ يبقى أبد الدهر طفلاً صغيراً!»، لا توجد إحصائية دقيقة تؤكد عدد أفراد قبيلة المري في قطر غير أن كثيراً من التقارير تؤكد أن قبيلة المرة تشكل ما بين 40-60% من الشعب القطري ويأتي بعدهم أفراد قبيلة بني هاجر و70% منها يشغلون مناصب عسكرية عليا فيما البقية يشغلون مناصب مدنية، مما يعني أنهم يشكلون الأغلبية من شعب قطر الخليجي العربي، كما أن آل مرة لهم تحالفات مع القبائل الأخرى في قطر خاصة الهواجر الذين تم سحب جنسية شيخهم أيضاً!

تنظيم الحمدين خسر كثيراً منذ بداية الأزمة ولايزال يخسر، لكن القشة التي ستقصم ظهر البعير وكما هو واضح خسارته لما نسبته 60% من شعب قطر الخليجي العربي الحر، أي أن تنظيم الحمدين بالإجراء الأخير الذي قام به خسر أكثر من نصف شعب قطر إن لم يكن معظمه، وبقي درعه الوحيد درع الأجانب والأعاجم الذين عندما تشتد العاصفة خاصة عاصفة التقشف وشد الحزام وتهاوي هذا التنظيم سيغادرونه إلى مشروع آخر يخدم جيوبهم ويؤمن مستقبلهم قبل أي شيء آخر، كما غادروا أوطانهم بعد أن هدموا أمنها واستقرارها بمشاريعهم الإرهابية!

تنظيم الحمدين سيوصل دولة قطر إلى وضع يبقى فيه نظامها نظاماً شكلياً معزولاً بلا شعب يواليه، مشروع تغير هوية شعب قطر العربية وقطع امتداداته الخليجية واستبداله سيكون النقطة الفاصلة في تاريخ قطر في المستقبل القريب!

* إحساس عابر:

خلال أزمة البحرين الأمنية الماضية، البعض ممن يحسبون على الشعب الخليجي للأسف قاموا بالإساءة إلى البحرين ووصل الأمر بهم إلى التطاول على السعودية وقوات درع الجزيرة، ثم عندما وجدوا أن مشروع المؤامرة الانقلابية في البحرين فشل تراجعوا عن مواقفهم السابقة ليعودوا إلى منهجية الخلايا النائمة وادعوا عدم معرفتهم بحقيقة أزمة البحرين دون أن يقدموا مواقف تعكس حقيقة تراجعهم وجدية اعتذارهم.. هؤلاء من المفترض أن يدرجوا على قائمة سوداء ويمنعوا من الدخول إلى البحرين والسعودية.. الرأي العام البحريني والسعودي على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تصدروا «ترند تويتر» منذ أيام ماضية يطالبون فيها إحدى الجهات المنظمة في البحرين التي تود استضافة أحد هؤلاء من دولة شقيقة بإلغاء دعوته وأن يكون هناك حزم في التعامل مع هؤلاء المسيئين، فكما تم سابقاً إغلاق بعض الجمعيات الإرهابية وإيقاف الصحيفة الصفراء بسبب إساءتها للبحرين وعلاقتها مع الدول العربية وتطاولها على سيادة الدول، فهؤلاء فعلوا الأمر ذاته والبحرين يجب ألا ترحب بهم!