القضية الفلسطينية محفورة في قلوب الأجيال العربية، تلك الأجيال التي مرت عليها مشاهد الانتفاضة الفلسطينية، وأوبريت «الحلم العربي»، وعاشت الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة تجاه المسجد الأقصى، منذ أكثر من نصف قرن، وكلما حاول أعداء العرب وأد حلم تحرير فلسطين وإشغال العرب بالصراعات الداخلية والحروب الإقليمية بالمنطقة على أمل نسيان هذه القضية كلما عادت شرارة هذه القضية على سطح مطالب الشعوب العربية باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وأراضيه المحتلة المسلوبة.

الشعب العربي مهما حاول المحتلون إشغاله بطمس معالم القضية التاريخية خاصة في الأجيال الناشئة منه، فلن ينجحوا في وأد حلمهم الممتد والمستمر إلى أن يشاء الله وتعود فلسطين أرضاً عربية حرة وتسترد حقوقها.

رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم سجل موقفاً عربياً مشرفاً خلال مشاركته في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الـ137 بمدينة سان بطرسبورغ الروسية، بطرد الوفد الإسرائيلي من قاعة الاجتماعات، حينما قام بمهاجمته بكلمات شديدة اللهجة بالقول «أقول للمحتل الغاصب إن لم تستحِ فأفعل ما شئت.. عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم.. اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة.. يا محتل.. يا قتلة الأطفال».

بهذه الكلمات الحازمة والقوية للغانم ترجمت مشاعر كل مواطن عربي ونقلت جزءاً من مواقفه ونظرته لكيان إسرائيل المحتل لأرض فلسطين. فقد اختصر الغانم مطالب الشعوب العربية، وأعاد إحياء مواقف العرب تجاه المحتل الصهيوني.. نشكر باسم الشعب البحريني رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على شجاعته وجرأته حتى وإن حاول البعض دس «السم في العسل»، ومحاربة الغانم بالباطن والتشكيك في مصداقيته بادعاء هذا الموقف، بأنه لا يتجاوز مفهوم الظاهرة الصوتية، إلا أن مبادرته بهذا الموقف استطاع من خلالها لفت أنظار البرلمانيين بالعالم، وكل من تابع أخبار مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، إلى القضية الفلسطينية، وإبراز مواقف ومشاعر العرب تجاه إخوانهم في فلسطين العربية المحتلة، وهو أقوى من أي محاولات للتقليل من أهمية وشأن هذا الموقف، بدليل تأثر الوفد الإسرائيلي ووضوح ذلك على وجوههم، وخروجهم، كما أظهره مقطع الفيديو المنتشر عنهم.

كبحرينيين نتمنى أيضاً من الغانم ومن أمثاله من أحرار الكويت الوطنيين ممن لديهم مواقف شجاعة وجريئة أمام أعداء العرب والمسلمين والرافضين لاحتلال المنطقة العربية بالإرهاب وقتل الأبرياء والأطفال تكرار مثل هذا الموقف البطولي مع الدول الحاضنة للإرهاب، تلك الدول التي تتقارب مع إسرائيل خاصة في مؤامرتها ضد العرب والمسلمين والتي تدعم المشاريع التدميرية بالمنطقة العربية وتمول عمليات الإرهاب وتدعو لإبادة القبائل والشعوب العربية خاصة في العراق وسوريا واليمن، كتنظيم الحمدين في قطر ومن يحسب عليه. وللحديث بقية.