بعدما كشف من تفاصيل عن الخلية الإرهابية التي كانت تستهدف المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد القائد العام لقوة دفاع البحرين، حفظه الله، والتي تم إغواء المتهم الأول فيها لتنفيذ عملية الاغتيال عن طريق المخدرات والنساء والأموال هناك حاجة لإعادة النظر في بعض الثغرات والمداخل التي يرى أعداء الوطن فيها باباً لاختراق الشباب خاصة الذين يعملون في سلك الوظائف الحساسة.

لا نزال نشدد على أهمية سد الفراغ التشريعي الحاصل فيما يخص مسألة الولاية على الفتيات عند بلوغهن سن الـ21 سنة وتحديداً بند «حرية التنقل والسكن» فكما تكلمنا كثيراً أن هناك من استغل هذه الثغرة لتكون مدخلاً لأعداء وطننا في الحصول على سوق سوداء يستدرج فيها خيرة الشباب من البنات والشباب خاصة من يستهدفون الفتيات في الجامعات وعند المدارس والمجمعات ويتعمدون التركيز على شريحة الفتيات المحسوبات على العائلات المعروفة بوطنيتها للبحرين وشريحة شرفاء البحرين بل ويكون أهلهم من الآباء والأبناء غالباً يعملون في مواقع هامة بالدولة، وقد ذكرنا يومها أن المخططات الإيرانية اليوم تحاول اختراق مجتمعاتنا من خلال مدخلين، الأول نشر المخدرات والمسكرات، والثاني نشر الفساد الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية الإسلامية المحافظة، وكلها مداخل غير مباشرة لاختراق دولنا.

أيام نشر تلك المقالات، البعض ذكر أنه من غير المنطقي جعل إيران مسمار جحا دائماً رغم أن الأمر واضح لمن يقرأ بين السطور، ولنا في مخطط اغتيال المشير حفظه الله، خير دليل، «اليوم نجحوا مع شخص عديم الأخلاق والوطنية بكرة راح ينجحون مع غيره»، كما أن هناك من استنكر وادعى أننا نبالغ أو نهول الأمور ونضخمها وهناك من أخذ يشكك في وطنيتنا بادعاء أننا نشوه سمعة فتيات البحرين وأننا نجدد الدعوة في التدقيق في مسألة حقيقة ولاء هؤلاء المحاربين لإظهار الحقيقة والبحث عن طبيعة مصالحهم المترتبة بخصوص التطبيب المستمر على هذه المخططات الإيرانية القذرة لمجتمعاتنا، وقد حذرنا أن هذا الفراغ التشريعي إن لم يسد فهو سيكون ككرة الثلج التي تتضخم مع مرور الأيام وتكبر، فأكثر من يمارسون مهنة الاتجار بالبشر معروفة أصولهم وأجنداتهم وأهدافهم وهم يعدون العدة لرسم سيناريو المستقبل القادم لمجتمع البحرين والخليج العربي باختراق خيرة شبابنا في المواقع الحساسة للدولة عن طريق النساء والمخدرات!

أعداء البحرين الحقيقيون الذين إلى اليوم لم يكشفوا يحلمون أن تكون البحرين بلداً مصدراً للانحلال الأخلاقي في الخليج العربي ومجتمعاً متفككاً، المفسدون الخائنون فيه يغلبون الشرفاء الوطنيين بل ويخترقون صفوفهم، فعدوك الأخطر ليس عدواً تعرفه، إنما قريب تحسبه عدواً يبيعك مضطراً وهو لاهٍ في انغماسه في عالم الضياع.

أيضاً هناك مقال سابق لنا بعنوان «أسلحة إيرانية خفية تغزو المجتمع الخليجي» وقد أشرنا إلى استراتيجية إيران في اختراق مجتمعاتنا فهي لا تستهدفنا عسكرياً وأمنياً فحسب بل تستهدف أيضاً شبابنا الذين تجد أن السيطرة عليهم بآفة المخدرات والخمور والدعارة وغيرها من المفسدات المهلكات التي تشغلهم عن نهضة أوطانهم وبناء تقدمها مفتاح الكنز الذي يهدم أنظمة المجتمع ويخترقها، وقد استعرضنا بالأرقام أخبار عمليات ضبط المخدرات في دول الخليج خلال السنوات الأخيرة ونأخذها على أبعاد أمنية ومجتمعية، ففي البحرين مثلاً كانت أكبر كميات المخدرات قد ضبطت على يد عصابات إيرانية مسلحة في عامي 2009 و2010 أي قبل عام من الأزمة الأمنية في 2011، كما عادوا خلال عام 2014 «العام الذي خططوا للانقلاب المسلح بأمر من «حزب الله» اللبناني» لإدخال أكبر شحنة مخدرات على مستوى العالم ومحاولة تهريبها إلى داخل السعودية التي تقود الحرب في اليمن. ترى هل فطن البعض لماذا استهدف عملاء إيران مدير إدارة مكافحة المخدرات السابق العميد مبارك بن حويل المري بقضايا كيدية وحملات إعلامية وحقوقية وركزوا عليه بطريقة غير طبيعية بعد أن فشلوا بإغوائه ورشوته بالأموال؟

* إحساس عابر:

- كان هناك مقترح من أحدهم بتسمية إحدى مناطق المحرق الجديدة باسم المشير وذلك لكونه من مواليد هذه المدينة العريقة، وبدورنا نتمنى فعلاً أن نجد مدينة أو شارعاً باسمه تخليداً لرحلة عطائه كونه من رواد العمل العسكري البحريني والخليجي.