القاهرة - عصام بدوي، وكالات

افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، مشروع حقل ظهر العملاق ببورسعيد، والذي يعد أكبر كشف غاز تحقق في مصر ومنطقة البحر المتوسط، ويمثل إضافة قوية لدعم احتياطيات وإنتاج مصر من الغاز الطبيعي، والذي سيسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز، فضلاً عن تشجيع كبرى الشركات العالمية في ضخ استثمارات جديدة في قطاع البترول المصري.

وحضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري، وعدد من الوزراء ومحافظو بورسعيد والإسماعيلية والسويس ودمياط، وكلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، وقيادات شركات إيني وبي بي وروزنفت.



واستعرض المهندس طارق الملا وزير البترول المصري، أهم التحديات التي واجهت قطاع البترول خلال الفترة من 2011-2013، والتي كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد المصري، والتي تمثلت أهمها في التوقف عن إصدار اتفاقيات بترولية جديدة، وتراكم مستحقات الشركات الأجانب، والتي بلغت 6.3 مليار دولار مما أدى إلى تباطؤ الاستثمارات في أنشطة البحث والاستكشاف وانخفاض إنتاج حقول البترول والغاز، والذي ترتب عليه زيادة الفجوة بين العرض والطلب المحليين على الغاز وانخفاض إمدادات الغاز الطبيعي للمصانع، مما انعكس سلباً على إنتاجها، بالإضافة إلى حدوث أزمات واختناقات في سوق المنتجات البترولية.

وشدد السيسي على أهمية هذا المشروع للاقتصاد المصري مشيراً إلى أن احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي كان يتراجع بسبب استيراد المنتجات البترولية.

وقال "نحن نشتري مشتقات بترولية بنحو 1200 مليون دولار في الشهر".

وكانت شركة الطاقة الإيطالية "ايني" اكتشفت الحقل في أغسطس 2015 مؤكدة أنه "الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح أحد أكبر اكتشافات الغاز في العالم".

وأشار السيسي إلى أن ترسيم الحدود مع قبرص ساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الاكتشاف.

وتقدر احتياطات الغاز في الحقل ومساحته 100 كلم مربع "بحوالي 30 تريليون قدم مكعب أو ما يعادل 5.5 مليار برميل زيت مكافئ"، حسبما قال وزير البترول طارق الملّا خلال الافتتاح الذي نقله التلفزيون.

وقال الملّا إن المشروع "سيحقق الاكتفاء الذاتي "من الغاز" بنهاية العام وبالتالي سنوفر نحو 2.8 مليار دولار سنويا "واردات غاز مسال"".

وقد بدأ الإنتاج الفعلي في "ظهر" في ديسمبر الماضي بحسب بيان لوزارة البترول.

وافاد البيان انه "بدأ ضخ الغاز الطبيعي الفعلي من الآبار البحرية بحقل ظهر (...) لمعالجته وضخه في الشبكة القومية للغازات بمعدل إنتاج مبدئي 350 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا".

واستعرض وزير البترول المصري، تطور مشروع حقل ظُهر منذ توقيع الاتفاقية مع شركة إيني الإيطالية في منطقة امتياز شروق البحرية في المياه العميقة بمنطقة البحر المتوسط في يناير 2014، وفي أغسطس 2015 تم الإعلان عن تحقيق الكشف التجارى باحتياطيات تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب، ويقع الكشف على مسافة 190 كيلومتراً من الشاطئ وفى عمق مياه 4130 متراً.

ويخفف إنتاج الحقل العبء على العملات الأجنبية، بعد وقف استيراد الغاز من الخارج، حيث سيوفر نحو 60 مليون دولار شهرياً.

وإنتاج مصر من الغاز الطبيعي، يبلغ 5.2 مليار قدم مكعب يوميًا، في حين يصل معدل الاستهلاك إلى نحو 6.1 مليار قدم مكعب يوميًا، ما بين استهلاك الكهرباء والقطاعات الصناعية والمنزلية والتجارية، وتستورد مصر ما ينقصها، ويبلغ حوالي 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا من خلال شحنات شهرية.

وبدأت باكورة الإنتاج من المرحلة الأولى للمشروع قبل نهاية عام 2017، بمعدل 350 مليون قدم مكعب يومياً، ترتفع تدريجياً لتصل إلى حوالي مليار قدم مكعب يومياً في منتصف عام 2018.

وتشهد مصر قبل نهاية عام 2018، اكتفاءً ذاتياً من الغاز الطبيعي، تمد به قطاعات الكهرباء والصناعة والمنازل والسيارات والصناعات ذات القيمة المضافة كصناعة البتروكيماويات وغيرها.

وباكتمال مراحل تنمية المشروع، الذي تم اكتشافه في أغسطس عام 2015 على عمق 1450 مترًا تحت سطح الماء على مساحة 100 كيلو متر مربع، سيصل الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً، في أواخر عام 2019.

وبمقارنة بالاكتشافات المماثلة في دول العالم، فقد تم إنجاز المشروع في زمن قياسي.

وبدأ التشغيل التجريبي لباكورة الإنتاج من المرحلة الأولى من حقل ظهر العملاق ديسمبر الماضي، وضخ الغاز في الشبكة القومية للغازات، وذلك بعد إجراء الاختبارات اللازمة لخطوط نقل الغاز من الحقل لمحطة الاستقبال الأرضية.

ومما لا شك فيه، أن مشروع حقل ظهر العملاق سيفتح شهية المستثمرين للبحث والتنقيب عن الغاز والزيت بمناطق الامتياز المختلفة، حيث تخطط الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، خلال النصف الثاني من عام 2017 - 2018، لطرح مزايدة عالمية جديدة للبحث عن الغاز الطبيعي والزيت الخام في شرق البحر المتوسط ودلتا النيل الأرضية.

وبحسب الإحصائيات، فإن مناطق الامتياز التي تعمل فيها الشركات العالمية، بها ما لا يقل عن 200 تريليون قدم مكعب احتياطياً من الغاز.

وكانت الشعلة الأولى لحقل ظهر، قد انطلقت قبل أسبوع من الإعلان عن التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى، بمعدل 350 مليون قدم مكعب يومياً ترتفع تدريجياً، لتصل إلى حوالي مليار قدم مكعب يومياً في منتصف عام 2018.

ومن المقرر أن تبدأ أعمال المرحلة الثانية من المشروع عقب وضع المرحلة الأولى على الإنتاج.

وباستكمال مشروعات حفر وتنمية الآبار بالبحر المتوسط، يصل معدل إنتاج الغاز الطبيعى في نهاية عام 2017 - 2018 إلى حوالي 6 مليارات قدم مكعب غاز يومياً، ترتفع الإنتاج تدريجياً بنهاية العام 2018 - 2019 إلى حوالي 7 مليارات قدم مكعب غاز يومياً بعد استكمال مشروعات حقول ظهر وآتول وجيزة وفيوم، إضافة إلى وضع 39 بئرا تنموية على الإنتاج.

وقال الملّا إن إنتاج الغاز من الحقل، الذي تصل استثماراته كاملة إلى 12 مليار دولار بنهاية 2019، سيصل إلى أكثر من مليار قدم مكعب قبل منتصف العام الحالي وأكثر من 1.7 مليار قدم مكعب نهاية العام.

وأضاف "سيتبقى أقل من مليار متر مكعب من جملة الإنتاج "2.7 مليار قدم مكعب" وسيكون ذلك في 2019".

إلا أن السيسي عقّب "لقد اتفقنا مع إيني على أن يكتمل الإنتاج من الحقل نهاية هذا العام".

وأوضح الملّا أن استثمارات المرحلة الأولى من المشروع بلغت 5 مليارات دولار ساهمت فيها الشركات الوطنية بنحو 1.5 مليار دولار.

وتمتلك شركة "بي بي" للغاز البريطانية حصة 10% من المشروع وتمتلك شركة "روسنفت" الروسية حصة 30%.

ويبلغ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حالياً أكثر من 5 مليارات قدم مكعب يومياً بحسب الإحصاءات الرسمية.