خالد الطيب

أكد الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي إبراهيم التميمي أهمية تقبل مختلف أصناف الرأي وتقبل الاخر بتنوع أعراقه وأشكاله وألوانه، ففي البحرين العربي والأعجمي والأسيوي وحتى الوافد ويجب علينا تقبل اختلافنا حتى نستطيع ان نتعايش ونتسامح.

وأشار، خلال الجلسة النقاشية التي أقامتها جمعية الموهبة والإبداع البحرينية وهي أولى فعاليات مبادرة "مناظرات البحرين"، بحضور الرئيس الفخري للجمعية يوسف البنخليل رئيس تحرير جريدة الوطن، واللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام، وبمشاركة عضو مجلس إدارة الجمعية عيسى الدوسري، وأدارت الجلسة الإعلامية مريم الفقيهي، بهدف زيادة الوعي بأهمية المناظرات باعتبارها فناً وعلماً ومهارة ونشر ثقافة الاختلاف وقبول الرأي والرأي الآخر وفق ضوابط محددة، أشار إلي قصة من التوراة توضح طبيعة الإختلاف وهي قصة تروى عن قابيل وهابيل أحدهم كان راعي والثاني مزارع وان نهري دجلة والفرات كانو يفيضون من غير سابق انذار فكان قابيل يبني السدود لكي لا يدمر الفيضان زراعته ولكن هابيل دمر السد ففاض الماء "فقتل هابيل قابيل".



وأضاف أن القصة يصنفها علماء الاجتماع في دراساتهم على أنها بداية صراع الحضارة مع البداوة، وطورت هذه الدراسات على يد ويليام ويلس بعدما درس أسباب فيضان نهر دجلة والفرات ووجد أن طبقات الأرضية للنهرين هما الأشد إنحداراً في العالم وربطها بسلوك العراقيين بالثورات المفاجأة لكون الإنسان يكتسب سلوك البيئة التي هو عليها فالمرء ابن جغرافيته.

وذكر أننا في البحرين أبناء جغرافية جزر مفصولة وذلك أمر جعلنا مختلفين ففي البحرين العربي والأعجمي والآسيوي وحتى الوافد فكل هذه الأعراق مختلفة في البيئة وبالتالي ستكون مختلفة في الطباع.

وأوضح أن عملية تقبل الاختلاف أمر مرتبط بالوعي والمجتمع ويقاس وعيها وفق مقياس هاوكينز للوعي، لافتاً إلى أن المجتمعات العربية مصنفة بأنها ذات وعي منخفض وهي مجتمعات من السهل إحباطها ويمكن التأثير عليها بهاشتاق واحد وينساق المجتمع بأكمله ورائه دون أن يفهم أسباب أو أبعاد الهاشتاق أو أقلها من أنشئ هذا الهاشتاق.

ولفت إلى أن التخطيط الحضري للمناطق هو الذي يزرع التعايش الفكري في المجتمعات، ضارباً مثالاً على منطقة الرحمة في مدينة المحرق وهي منطقة خططت سنة 1975 رغم ضيق شوارعها وقدم تخطيطها لكنها تمثل منطقة للتعايش مع الإختلاف ففيها الطوائف مختلفة والأعراق مختلفة ورغم ذلك سكانها متعايشون فيما بينهم ومتقبلون لاختلاف جيرانهم.

وقال ان المناظرة نوع من أنواع الثقافة فكان العرب قديما عندما يكون لديهم رمح غير مستقيم يعطونه للحداد ليصلحه فيقولون "ثقفه تثقيفاً" أي اصلح إعوجاجه، فالثقافة هي التي تصلح الاعوجاج والثقافة هي تبادل معرفي، وبهذا التثقيف ترتقي الأمم.

وبين أن الناس تتفق على 3 أمور طعامهم وأغانيهم وخرافاتهم، والتبادل الثقافي هو البداية لتقبل الاختلاف، لكن الاختلاف في المجال الديني لا تناظر فيه أبداً لأنه بدأ من الالاف السنين ولم ينته فلن تستطيع إنهاؤه في مناظرة واحدة.

ونوه إلى قصة مناظرة دينية حدثت بين مشايخ السنة ومشايخ الشيعة في العراق قديما خلصت إلى 50 نقطة انهت الخلاف حينها لدرجة اصبح مشايخ السنة يخطبون في مساجد الشيعة والعكس كذلك في صلاة الجمعة وكل منهم يذكر مناقب الآخر واستمر الوئام لفترة طويلة وعاد الخلاف مرة أخرى لأن الخلاف الديني لا ينتهي.

وأكد أن المجتمعات تحتاج لمصلحين لا إلى نواب ولا حتى وزراء فالمصلح الذي لا يملك منصب هو الأقدر على إصلاح المجتمع.

ومن جانبه قال عيسى الدوسري عضو مجلس إدارة الجمعية إن الاختلاف لا يصبح خلاف إلا أن حاول الطرف الأول فرض رأيه أو عندما يحاول تشكيل الاخرين حتى يصبحوا نسخة مماثلة له فتقبل الخلاف أمر وفرض الرأي على الطرف الآخر أمر مختلف تماماً.

وأضاف أن الآراء تختلف على مر العصور فبالأمس كان العلماء يقولون إن الأرض مسطحة وكان من المجانين من يقول خلاف ذلك والآن أصبح المجنون من يقول العكس.

ولفت إلى أن فرض الرأي أمر خاطئ لكن توصيل الرأي للطرف الآخر بصورة صحيحة بحيث يفهم الطرف الآخر ويقتنع فيه هو الأمر المنشود الذي يجب أن نصل له جميعاً وهذا هو هدف مبادرة مناظرات البحرين التي أطلقناها.

وأضاف أن الهدف الأساسي للمبادرة هو إزالة الصورة المعتادة لدى البشر عند وجود من يخالفهم بالبحث الفوري عن كل خطأ وقع فيه الشخص المختلف أثناء عرضه لفكرته حتى نثبت خلافها فنحن لا نحتاج لنسمع اختلافه فلكونه مختلف تتولد لدينا الصورة النمطية بكون كل ما يقوله خاطئ وهذا بالضبط الذي نهدف لتغيره من خلاف إلى اختلاف يتقبله الجميع.

وأضاف أن مصانع المستقبل أي المدارس لها الدور الأكبر في تنشئة تقبل الاختلاف سواء كان الاختلاف في الملبس في الدين أو حتى في الجنس فيجب أن يتربى الطفل في المنزل قبل المدرسة على تقبل الآخرين والإحساس بالآخر.

وشدد على أن البحرين اليوم تمثل نموذجاً في التعايش فمن النادر أن يقدم لها أي أجنبي ويجد صعوبة في التعايش فيها وذلك لكون الشعب البحريني ترى على تقبل الاختلاف وعدم نبذه، رغم وجود شريحة بسيطة تنبذ كل مختلف وتعتبره خطر فلو تربى الطفل داخل كل أسرة على تقبل الطرف الاخر وعدم نبذه لاختلاف لونه أو عرقه أو حتى ملبسه حينها نكون أنشأنا جيلاً قادماً يتقبل الاختلاف بكافة أنواعه.

من جانبها، قالت رئيسة جمعية الموهبة والإبداع البحرينية هدى الخالدي أحببت أن أفتح الأفق على نقطتين مهمتين ليس بالضرورة أن تكون لدينا إجابتها، وإنما يكفي أن نفسح لها المجال في عقولنا لنفكر فيها فقد تكلمنا واتفقنا على موضوع الرأي والرأي الآخر وثقافة الاختلاف بل وتقبل الاختلاف أيضاً.

وذكرت أن ما وددت أن أثيره أنه قبل أن نفهم رأي الآخرين يجب أن نفهم أنفسنا فنحن مختلفون مع أنفسنا قبل الآخرين ولدينا بداخلنا أكثر من رأي بخصوص أي قضية بل لدينا تناقض داخلي فعلى فالمناظرة وسيلة رائعة لتجد رأيك الداخلي يطرح ثم رأيك الاخر ويتنافس الرأيان حتى تصل أفكارك لمرحلة النضوج فلا تتفوه بأي كلام أو أي فكرة قبل أن تتيقن أنها قد مرت بهذه المرحلة الطويلة من الإعداد.