يوسف ألبي

واحد من لاعبي الجيل الذهبي لنادي برشلونة الإسباني، الذي صال وجال وأمتع العالم أجمعه خلال العقد الأخير من الزمن، وهو من قلائل ذلك الجيل المتواجدين حالياً مع الفريق إلى يومنا هذا، وهو من حقق جميع الألقاب الممكنة محلياً وأوروبياً وقارياً سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، وهو من حقق أيضاً السداسية الشهيرة عام 2009 مع العملاق الكتلوني، وبفضله أيضاً قاد الماتدور للفوز بلقب كأس العالم 2010 للمرة الأولى في تاريخ إسبانيا، عندما سجل هدف الفوز القاتل في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني في مرمى الطواحين الهولندية، كما كان له دور رئيسي وفعال وراء تحقيق إسبانيا لقبي كأس أمم أوروبا عامي 2008 و 2012 لتعادل رصيد المنتخب الألماني كأكثر المنتخبات تحقيقاً للبطولة القارية.. إنه الرسام أندريس إنييستا "نبض إسبانيا والكتلان" والخامة الرفيعة المستوى وواحد من أفضل ما أنجبته الكرة العالمية وبشهادة الجميع.

لا شك في أن نجاح أنييستا داخل المستطيل الأخضر وراءه عوامل كثيرة، فقد يمتاز اللاعب الإسباني البارع بعدة أمور لا نشاهدها إلا مع لاعبين كبار وأساطير ذوي الجودة والقيمة العالية، ومن تلك الإيجابيات قيمة وثقل اللاعب، فدائما ما يعول عليه الفريق والمنتخب في جميع البطولات التي يشاركون فيها حتى وإن تقدم في العمر، وهو من اللاعبين القلائل الذي نشاهده في مستوى ورتم ثابت طوال مسيرته الكروية سواء مع ناديه برشلونة أو المنتخب الإسباني، بالإضافة إلى قدرته بالقيام بأدوار دفاعية وهجومية في نفس الوقت، كما يمتاز بالرؤية الثاقبة داخل أرضية الملعب وخفة الحركة ومهارته الخرافية وتمريراته الخارقة والدقيقة، والذي ساعد من خلاله فريقه ومنتخبه على تسجيل الأهداف وتحقيق البطولات، والأهم من كل ذلك تأقلمه مع جميع المدربين الذين أشرفوا على الرسام الإسباني.



ويحظى إنييستا اللاعب الإسباني المحبوب صاحب الــ 34 عاماً، والذي في جعبته أكثر من ثلاثين بطولة مع ناديه ومنتخب بلاده بتقدير باحترام منقطع النظير في إسبانيا، نظراً لشخصيته الراقية والمتواضعة، والذي كسب من خلاله حب الجماهير في بلاده والعالم، ما جعل النادي يمدد عقده "مدى الحياة" في سابقة تاريخية، ما يعني بقاء اللاعب في صفوف النادي الكتلوني حتى اعتزاله لعبة كرة القدم، ويقدم اللاعب المخضرم مستويات رائعة مع برشلونة هذا الموسم تحت إمرة مدربه الإسباني إرنستو فالفيردي، فقد قاد إنييستا فريقه لتصدر الليغا، بالإضافة لتأهله لنهائي كأس ملك إسبانيا وأوروبياً تمكن الرسام من صناعة الهدف لفريقه، والذي خطف من خلاله تعادلاً ثميناً بهدف لكل منهما مع تشلسي في ذهاب دور ثمن النهائي في لندن، في انتظار مباراة الإياب على ملعب كامب نو معقل نادي برشلونة في 14 من الشهر الحالي، وعلى مستوى المنتخبات تمكن من قيادة الماتدور لنهائيات كأس العالم والتي ستقام في روسيا 2018، ويحلم الرسام من تحقيق الثلاثية مع العملاق الكتلوني للمرة الثالثة في تاريخه، والتتويج بلقب المونديال للمرة الثانية، من أجل إنهاء مسيرته بأفضل سيناريو يتمناه أي لاعب في عالم المستديرة.