في حديث لنا مع القائم بأعمال الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم أحلام العامر، سألناها عن أسباب انتشار فكرة أن مدارس القطاع الخاص تقدم اللغة الإنجليزية على اللغة العربية وتهتم بها في مناهجها، وأن طلاب المدارس الخاصة يهتمون أكثر باللغة الإنجليزية عوضاً عن العربية حتى في أحاديثهم العادية، فذكرت لنا أن خطط وزارة التربية والتعليم تنبثق بالأصل من الدستور وميثاق العمل الوطني وبرنامج العمل الحكومي ورؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تهدف إلى صناعة متنافس دولي وعالمي معتز بهويته الوطنية ولغته العربية، وجميع المدارس الحكومية والخاصة لديها في جداول حصصها اليومية والأسبوعية حصص للغة العربية وهي مواد إلزامية لجميع المدارس، وصحيح أن المدارس الخاصة تقدم مناهج دولية لكن المرسوم بقانون 25 لسنة 1998 بشأن المؤسسات التعليمية يؤكد إلزام المدارس بمواد اللغة العربية والمواد الاجتماعية والتربية للمواطنة والتربية الإسلامية بالنسبة للمسلمين، والمسألة برمتها تعود لوجود تفاوت على مستوى الطالب وتمايز في التعليم وفروقات فردية، فهناك طلبة في نفس الفصل الدراسي، منهم من هو متمكن، ومنهم من يحتاج لبذل المزيد من الجهد في مختلف المواد الدراسية ومنها اللغة العربية، كما أن ولي الأمر شريك رئيس ولا بد أن تتضافر جهودهم مع المدارس في مملكة البحرين سواء بالقطاع الخاص أو الحكومي، فالقراءة وتعلم مهاراتها والتمكن منها مجال مفتوح ولا تنتهي بانتهاء الدوام المدرسي، ومن المهم أن يكون ولي الأمر القدوة في مجال القراءة والمطالعة والحث على التعلم، بحيث نصنع مواطناً بحرينياً معتزاً بهويته وعقيدته الإسلامية ومنافساً على المستوى الدولي.

كل هذا الكلام يؤكد أن البيئة المنزلية هي أساس تلقين الطالب وتمكينه من لغته الأم اللغة العربية وأن البيئة المدرسية عامل داعم، فمتى ما كان الأب والأم قدوة لأبنائهم في حثهم وتشجيعهم على القراءة واستخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية وفي التخاطب، متى ما كان الابن أو الابنة متمكنين من مهاراتها، وهو ما يفسر وجود اختلاف في تمكن طالب في مدرسة خاصة من اللغة العربية عن آخر يترعرع وينشأ في بيئة منزلية تجد أن التحدث باللغة الإنجليزية حتى في حياته المنزلية ومع أفراد أسرته نوعاً من مظاهر التحضر والرقي والترف، كما تلعب الأنشطة المدرسية دوراً كبيراً في صقل مهارات الطلبة اللغوية، فمدارس الإيمان مدرسة خاصة بالنهاية وتمكنت من كسب تحدي القراءة العربي عن طريق الاهتمام بتوظيف حصص المكتبة الأسبوعية في تعزيز السلوكيات القرائية والمهارات والمعارف المكتبية واستثمار أوقات الطلبة في العطل الطويلة بتنظيم مسابقات لتشجيعهم على القراءة و«التحفيز».

وللحديث بقية..