توفيت اليوم الجمعة المريضة التي أجرت أول زراعة رئة في مصر.

فقد أعلن قائد الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة، أحمد مصطفى، وفاة سحر (30 عاماً)، مؤكداً لـ"العربية.نت" أن جسدها لم يتقبل الرئة المزروعة.

أتى ذلك بعد أن كان وزير الصحة خالد عبد الغفار، قد أعلن قبل أسبوعين نجاح أول عملية زراعة رئة في مصر.

وأجريت الجراحة بعد مرحلة ترتيبات وفحوصات وتجهيزات استغرقت عدة أشهر، حيث خضعت فتاة في الثلاثين من عمرها للعملية، بعد أن تبرع شقيقها بفص من رئته.

فشل تنفسي

يذكر أن أحمد مصطفى كان كشف سابقاً لـ"العربية.نت" أن الفتاة كانت تعاني من الفشل التنفسي وعلى وشك الموت فعلياً، ولم يكن هناك حل سوى زراعة رئة، لافتاً إلى أن شقيق الفتاة أعلن موافقته على التبرع بفص من رئته، وأثبتت الفحوصات سلامة الأنسجة.

كما أوضح أن الجراحة أجريت بـ3 غرف عمليات في وقت واحد واستغرقت 14 ساعة، لافتاً إلى أن عشرات أطباء الجراحة والأوعية الدموية والتخدير شاركوا فيها، بحضور أحد خبراء زراعة الرئة بالعالم البروفيسير الياباني هيروشي داتيه، مضيفاً أن تكلفة الجراحة بلغت نحو 2 مليون جنيه وتكفلت بها جامعة عين شمس.

عقبتان

كذلك أشار إلى أنه كان أمام الفريق عقبتان: الأولى التحضير للجراحة والمريضة والثانية الإمكانيات المتاحة في المستشفى، لذلك تم تجهيز غرفة عناية مركزة بالشكل الذي يناسب الجراحة التي تتم لأول مرة، مردفاً أنه تم أيضاً إدخال أجهزة جديدة ومتطورة للمستشفى لملاحظة العمليات الحيوية لأجهزة الجسم.

وشدد على أنه تم التأكد من تجديد غرف العمليات، وعددها 13، في المستشفى وتطوير أقسام جراحة القلب والصدر وكل ذلك للتغلب على أي عقبات قد تعرقل جهود نجاح الجراحة، مبيناً أن الفريق تواصل خلال الفترة الماضية مع فريق ياباني يعتبر من أشهر وأكبر رواد جراحات زراعة الرئة للتنسيق حول العملية.

سبب تليف رئتها

من جانبه كشف رئيس وحدة زراعة الرئة بطب عين شمس وأحد أفراد الطاقم الطبي محمد حسين مفاجأة عن سبب تليف رئة المريضة.

وقال إنها كانت تعاني من تليف نتيجة تربية الطيور في المنزل، وازداد الأمر حتى تمكن من الرئة تماماً.

كما أوضح أنه عندما أصاب التليف 60% من الرئة ارتفع ضغط الشريان الرئوي، وهو ما تسبب أيضاً في الضغط على عضلة القلب، مؤكداً أن المريضة دخلت في الفشل الرئوي الكامل، وقبل إجراء العملية لم تستطع النوم بسبب ضيق التنفس وقلة الأكسجين.