* التنظيم الإخواني في ليبيا يخطر شريكيه في الدوحة وأنقرة بكافة التطورات الحاصلة

* ضبط أجهزة اتصال قطرية وذخائر دعم للإرهابيين في بنغازي

الجزائر - عبدالسلام سكية، وكالات



كشفت وثائق سرية حصلت عليها "الوطن" طبيعة الشراكة بين تنظيم "الإخوان المسلمين" في ليبيا، مع قطر وتركيا.

وأثبتت محاضر اجتماعات "سرية"، لحزب "العدالة والبناء الليبي" ذي التوجه "الإخواني"، مدى ترابطه مع النظامين القطري والتركي، حيث يتولى التنظيم الإخواني الليبي إخطار شريكيه في الدوحة وأنقرة بكل التطورات الحاصلة.

وأشارت الوثائق السرية، إلى اجتماعات قيادة الحزب التي عقدت في الفترة بين 2015 و2017، والتصورات التي كان يقدمها "العدالة والبناء". حيث فيما يخص العلاقات الخارجية، يشير اجتماع عُقد بتاريخ 28 نوفمبر 2015، إلى "تحدث السيد نزار كعوان، رئيس الدائرة السياسية، عن الرؤية السياسية باعتبارها قاعدة العمل الأساسية لجميع الملفات المنوط على الدائرة السياسية ومن بينها عمل الملف الدولي".

وأوضحت الوثيقة كذلك أن "المعني تحدث عن اتصالات دولية جرت مع من أسماها الأطراف والشخصيات بينها قطر"، وأكد المتحدث "التواصل مع دولة قطر فيما يخص ملف المصالحة الوطنية بين التبو والطوارق".

وأوصى القيادي الإخواني، بكتابة "رسالة شكر للخارجية القطرية على المجهود الذي بذلته دولة قطر في هذا الملف، ومحاولة جعل ملف المصالحة بين النموذجين يتكرر مع بقية المناطق التي تشهد توترات محتلمة".

وفي وثيقة أخرى بعنوان "ملف العلاقات الدولية.. ترتيب لزيارات دولية"، جاء فيها "خدمة للرؤية السياسية والاستراتيجيات المعتمدة من قبل الدائرة السياسية وتفعيلاً للملفات التي تعمل من خلالها الدائرة وأبرزها ملف العلاقات الدولية، ستقوم الدائرة بترتيب زيارات دولية لبعض العواصم العربية والإسلامية الداعمة للثورات أو التي اتخذت دور المحايد"، وتم الإشارة لكل من الدوحة والخرطوم وإسطنبول والجزائر، وجاء ترتيب الجزائر أخيراً، ما يعني أنها مصنفة في خانة الدول المحايدة.

وعلقت الوثيقة على الزيارات بالقول "تأتي هذه الزيارات دعماً للاستقرار السياسي في ليبيا وتحديداً فيما يخص دعم ملف تشكيل حكومة التوافق الوطني ودعماً لمشاريع المصالحة الوطنية والملفات المشتركة وخلق الشراكات وتعزيزاً للعلاقات الثنائية"، وأضافت "ستقسم الزيارات إلى مجموعات نوعية تحمل كل منها أثناء زيارتها عنوانا واسعا يكون اللقاء مع المسؤولين في هذه الدول هو محو الحديث والاتفاق حولها، محملين بنفوذ سياسي واقتصادي وأمني يدعم هذه الملفات".

وتناولت الوثائق، لقاءات جمعت الحزب بالمبعوث الأممي السابق الألماني مارتن كوبلر، بتاريخ 22 نوفمبر 2015، وبحسب المصدر فإن كوبلر أبدى انزعاجاً حول زيارته لمدينة طبرق شرق البلاد، وبحسب المحضر فقد ورد "نقل كوبلر انطباعاته السلبية حول زيارته لمدينة طبرق في لقاء ضمه مع ممثلين عن مجلس النواب واصفاً الوضع هنالك "بالمرتبك"، كما هو الحال بالنسبة للمؤتمر الوطني العام الذي يعيش حالة ارتباك أيضا، كما نقل انطباعه السلبي حول لقائه برئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين وبأن الرؤية لم تكن إيجابية حسب تعبيره".

في سياق متصل، عثرت القوات المسلحة الليبية في بنغازي، شمال شرق البلاد، على أجهزة اتصال تحمل أرقاماً قطرية وذخائر، كان يستخدمها الإرهابيون في معاركهم ضد الجيش الوطني قبل تطهير المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية، الإثنين، عن مصدر عسكري ليبي أن القوات المسلحة عثرت بعد تطهيرها آخر مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في حي "اخريبيش" شمالي بغازي على أدلة جديدة تؤكد دعم الدوحة للجماعات الإرهابية.

وأضاف أن القوات الليبية عثرت على صناديق للأسلحة والذخيرة، ووثائق مكتوبة، وأجهزة اتصال تحمل أرقاماً قطرية وأخرى لقيادات إرهابية تابعة للجماعة المقاتلة التي يتزعمها الإرهابي عبدالحكيم بالحاج.

وأوضح المصدر أنه تم العثور كذلك على صناديق تحمل شعار الهلال الأحمر القطري، يرجح أنها مخصصة لتهريب الأسلحة، حيث كانت قطر تهرب الأسلحة والذخيرة على أنها مساعدات إنسانية.

وأردف أن القيادة العامة للقوات المسلحة تمتلك مئات الأدلة والقرائن التي تدين قطر، وستضعها في أيدي لجان التحقيق ووسائل الإعلام.

في غضون ذلك، تمكن أفراد مركز شرطة حي الصابري في بنغازي من إتلاف عدد كبير من الكتب التي تحمل الفكر التكفيري والمتطرف، الأحد.

وقال مدير مركز الصابري، النقيب طارق نجم، إن أفراد التحريات عثروا على حوالي 10 آلاف كتاب ومرجع تحمل الفكر المتطرف والإرهابي، بعد تمشيط الأماكن التي كانت تتمركز فيها الجماعات الإرهابية.

وأوضح نجم أن عملية الإتلاف تمت بالتعاون مع مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية في بنغازي.