* الحريري يرأس وفد لبنان في مؤتمر "روما 2"

بيروت - بديع قرحاني، وكالات

وصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى إيطاليا لترؤس وفد بلاده في مؤتمر "روما 2"، لدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، فيما أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أسماء مرشحي حزبه للانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو المقبل، واختار جعجع إعلان الاسم في ذكرى مرور 13 عاماً على تأسيس قوى "14 آذار"، قبل نحو 13 عاما"، مؤكدا في كلمة له أن "لسان حال اللبنانيين اليوم "ما في دولة" نتيجة تدخلات "حزب الله"".



ويتم انعقاد المؤتمر بعد أن أعلنت السعودية دعمها للبنان في المؤتمرات الدولية ودعم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني أثناء زيارة الحريري الأخيرة إلى الرياض. وهذا ما أكده القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري من أن المملكة العربية السعودية داعمة لاستقلال واستقرار لبنان. وصرح الحريري من روما ان "هناك دعم عربي كبير، وكل الفرقاء السياسيين في لبنان يلتزمون بسياسة النأي بالنفس".

وتأتي زيارة روما في يوم 14 مارس "آذار" بالمصادفة كما وصفها رئيس الحكومة اللبناني. يذكر أن "14 آذار" هو ذكرى الاستقلال الثاني للبنان من الاحتلال السوري الذي دفع ثمنه الكثير من اللبنانيين ابتداءً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى العديد من الشخصيات السياسية والأمنية والإعلامية والفكرية الذين تم اغتيالهم في وضح النهار. وتأتي ذكرى "14 آذار" لهذا العام في مشهد حزين حيث لم يتبق من قوى "14 آذار"، إلا اسمها وبعض البيانات التي تصدر من هنا وهناك، وتشرذم هذه القوى، والتحالفات الانتخابية التي يتم التحضير لها قد تكون "المسمار الأخير في نعش قوى 14 اآذار". وكان الحريري قد أصدر بياناً قبل توجهه إلى روما جاء فيه "ربما ليست مصادفة أن أتوجه اليوم في الذكرى الثالثة عشر لـ14 آذار 2005 إلى روما على رأس وفد لبنان إلى مؤتمر دولي لدعم الجيش والقوى الأمنية، حماة السيادة والاستقرار في لبنان". وأضاف البيان "تدعيم الدولة وبناؤها، وسيادة لبنان وحريته، كانت المطالب التي التف حولها اكثر من مليون لبناني نزلوا إلى الساحات في ذلك اليوم التاريخي قبل 13 سنة. ونحن اليوم نواصل النضال لتحقيق هذه المطالب من كل المواقع وفي كل المعتركات الحكومية والسياسية والانتخابية. 14 آذار انطلق من شهادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليشكل محطة فاصلة لا يمكن أن تمحى من وجدان اللبنانيين الذين يتطلعون لقيام دولة العدالة والاستقرار، ومن وجدان تيار المستقبل". وأردف "سيبقى علامة فارقة في تاريخ لبنان وعنواناً للحرية والسيادة ورفض الهيمنة والوصاية، وجسراً للعبور الحقيقي إلى الدولة وإرادة الشرعية التي تعلو فوق كل الإرادات. نقف في هذا اليوم وقفة إجلال واحترام لجموع اللبنانيين الذين تدفقوا إلى قلب بيروت ليكتبوا واحدة من انصع الصفحات في تاريخ لبنان". وختم البيان "شهداء 14 اذار سطروا بدمائهم ملحمة الدفاع عن كرامة لبنان وحريته وقراره المستقل، ليؤكدوا أن رمزية هذا اليوم تعلو على مصالح القوى والأحزاب والطوائف".

وقد اختار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إعلان أسماء مرشحي "القوات" في هذا التاريخ لما له من رمزية في محاولة لإحياء هذه القوى، رافضاً الاستلام لما يروج له من ان "14 آذار" انتهت.

وقال جعجع وسط حشد سياسي وحزبي لإعلان مرشحي "القوات اللبنانية" أنّ ""14 آذار" بالنسبة للبعض موضة مرّ عليها الزمن، إلا أنها ليست كذلك بالنسبة إلينا، ولا يمر عليها الزمن، فهي باقية باقية باقية".

وتابع جعجع ""14 آذار" روح وطن وقضية شعب وقضية حرية ومستقبل أجيال ولدت مع التاريخ ولن تزول إلا بزواله"، مبيناً أن "البعض يظن أنه لم يعد هناك من وجود لـ"14 آذار" إلا أنه مخطئ، "14 آذار" تزول عندما يزول لبنان الّذي بدوره لا يزول إلا بزوال التاريخ. لا يمكن للتاريخ أن يزول لذلك لبنان باقٍ و"14 آذار" باقية ونحن مستمرّون".

ولفت جعجع إلى أن "البعض يخلط ما بين حركة "14 آذار" والتنظيمات والشخصيات الّتي تضمّها هذه الحركة، وهؤلاء مخطئون لأنه وإن كان هناك إمكانية أن تترك بعض التنظيمات والشخصيات "14 آذار" وتنضم أخرى إليها، إلا أن ما هو غير ممكن إطلاقاً هو ألا تبقى "14 آذار""، مشدداً على أن "المسيرة مستمرة و"14 آذار" باقية باقية باقية، والنصر في نهاية المطاف سيكون لها لسبب بسيط، وهو أنها وحدها تجسد واقع لبنان وحقيقته ومستقبله"، مشيراً إلى أن "توصيف واقعنا الحالي يرد كل يوم عشرات المرات على لسان كل لبناني ويمكنني تلخيصه بجملة واحدة ألا وهي: "ما في دولة" فالجميع يؤكدون عدم وجود دولة في لبنان"، موضحاً أن "بالطبع الدولة موجودة شكلاً في لبنان إلا أنها تقريباً غائبة فعلياً، فليس هناك دولة لأن قسماً كبيراً من صلاحياتها مصادرة".

وتساءل جعجع "كيف يمكننا أن نفهم تصريحات مسؤولي "حزب الله" مراراً وتكراراً بأنهم مستعدون لجلب مئات الآلاف من المجاهرين العرب والمسلمين من أصقاع الأرض كافة إلى لبنان، في حين أن أهم حق سيادي للدولة هو هذا الحقّ بالذات وهم يصرون على مصادرته منها؟"، مركزاً على "أنه واضح أن لا دولة سوى في القضايا والموضوعات التي تفضل عن "حزب الله" ويؤثر عدم التدخل فيها، والبعض يحاول أن يجتهد من أجل تغطية هذا الواقع الشاذ عبر معادلة يقولون عنها إنها ذهبية، فيما هي لا تعدو كونها ورقية، ألا وهي معادلة "جيش وشعب ومقاومة"". وتعيش الدولة أجواء الانتخابات النيابية فيما ينتظر السياسيون والمراقبون التحالفات التي سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة بعد أن تم الإعلان عن مرشحي "القوات اللبنانية" والذي بلغ عددهم نحو 19 بينهم 16 جدداً.