* انتقادات أمريكية فرنسية حادة للأسد وشبح ضربات غربية يخيم على المنطقة

* الخارجية الأمريكية: الأسد نفذ الهجوم الكيميائي في دوما

* واشنطن: الأسد ضرب المدنيين بالكيميائي 50 مرة وروسيا حمته بـ12 "فيتو"



* لافروف: الهجوم الكيميائي بدوما مسرحية من إعداد استخبارات أجنبية

دمشق - رامي الخطيب، وكالات

ينقسم الشعب السوري ما بين مؤيد ومعارض للضربة الأمريكية التي تنوي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيهها بدعم غربي إلى نظام الرئيس بشار الأسد رداً على الهجوم الكيميائي الذي شنه جيشه ضد المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق قبل أيام.

ووجهت الولايات المتحدة وحليفتها فرنسا انتقادات حادة للرئيس السوري بشار الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية فيما خيمت توقعات بإقدام الغرب على عمل عسكري قد يفجر مواجهة مع روسيا على منطقة الشرق الأوسط.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية أن البنتاغون قرر نشر أكبر أسطول بحري وجوي استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة تستهدف رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة إن الولايات المتحدة لديها دليل "على قدر عال من المصداقية" بأن الحكومة السورية نفذت الهجوم الأخير بالأسلحة الكيمائية في دوما لكنها لا تزال تعمل لتحديد مزيج المواد الكيماوية المستخدم في الهجوم.

ومع وصول خبراء دوليين في الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للتحقيق في هجوم بالغاز يعتقد أن قوات الحكومة شنته على دوما وأدى لمقتل العشرات، تكثفت الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في الأزمة على الرغم من تبادل حاد للاتهامات بين واشنطن وحلفائها من جانب وروسيا حليفة الأسد الرئيسة من جانب آخر.

وقد عبر سوريون عن مواقفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمعارضة ترحب بكافة اطيافها بالضربات التي تتلقاها قوات الأسد و حلفائها باعتبار أنها تضعف النظام الذي يكاد أن يكسب الحرب ضدها خاصة بعد التدخل الروسي والإيراني مصحوباً بعشرات الميليشيات الطائفية الأجنبية وبالتالي يتمنى المعارضون أن تتوسع الضربات وتمتد لفترة طويلة وحبذا لو تسقط نظام الأسد.

أما المؤيدون لنظام الأسد فهم يعتبرونها عدوانا على سوريا ومنهم من يعول على روسيا لتحفظ التوازن العسكري أمام الولايات المتحدة وحلفائها فهم يتمنون أن تقوم الدفاعات الجوية الروسية بصد الصواريخ الأمريكية أو اعتراض الطائرات التي ستقصف في سوريا فالدفاعات الجوية لجيش الأسد قديمة ولا يمكن لها أن تشكل تهديداً لقوات التحالف الغربي.

ويتخوف المؤيدون لنظام الأسد من أن هذه الضربات مع علمهم أنها لن تسقط نظام رئيسهم ولكنها قد تتسبب بمقتل العشرات إذا لم يكن المئات من جيشهم وقواتهم الرديفة وتضعف قوتهم كثيراً وتؤخر النصر الذي ينتظرونه على المعارضة وتنظيم الدولة "داعش"، والأكراد معاً.

أما الأكراد فلم يهتموا كثيراً بالضربة الأمريكية المرتقبة وستكون بعيدة عن مناطق سيطرتهم والمستهدف هو نظام الأسد الذي لا يعنيهم كثيرا ولم يعطوا مواقف رسمية واضحة من الأمر.

من جانبها، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الجمعة إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية 50 مرة على الأقل وهناك تقديرات تصل إلى 200 مرة، في الحرب الدائرة منذ أكثر من 7 سنوات.

وأضافت في كلمتها أمام مجلس الأمن أن روسيا استخدمت الفيتو 12 مرة لحماية نظام بشار الأسد.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن لدى بلاده أدلة "دامغة" على أن الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما السورية كان "مسرحية" أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية.

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعبر عن قلقه من الوضع المتدهور.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن بريطانيا مشاركة في الاستفزاز المتعلق بالهجوم الكيميائي المشتبه به في مدينة دوما السورية.

وأدلى حلفاء للولايات المتحدة بتصريحات قوية داعمة لواشنطن لكن لم تظهر بعد خطط عسكرية واضحة للضربة المحتملة.

وحصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على تأييد كبار أعضاء حكومتها لاتخاذ إجراء لم يحددوه بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا لمنع استخدام سوريا مجددا للأسلحة الكيميائية.

وبدا أن بعض قادة العالم حريصون على تجنب مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقالت ألمانيا وهولندا، العضوان في حلف شمال الأطلسي، إنهما لن تشاركا في أي عمل عسكري.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة إنه ناقش مع نظيريه الأمريكي والروسي الخطوات المحتملة لتحقيق السلام في سوريا.

وفي جنيف ندد محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة الجمعة بالاستخدام المشتبه به لأسلحة كيميائية في دوما ودعوا إلى ضرورة حفظ الأدلة ليتسنى ملاحقة المسؤولين عن الهجوم.

وشكلت سيطرة الحكومة السورية على دوما نصراً كبيراً للأسد بسحق ما كان يوماً معقلاً للمعارضة قرب دمشق. كما تؤكد على موقفه القوى في الحرب ككل.

وعزز الأسد قبضته على معظم القسم الغربي في سوريا، وهو الأعلى كثافة سكانية، بينما انحصر وجود مقاتلي المعارضة والمتشددين إلى حد كبير في منطقتين على الحدود الشمالية والجنوبية لسوريا.

واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، إثر جلسة مغلقة عقدها أعضاء مجلس الأمن الدولي وخصصت لسوريا أن "الأولوية هي لتجنب خطر الحرب".

ورداً على سؤال عن إمكان اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا، قال الدبلوماسي الروسي "لا يمكن أن نستبعد أي احتمال".

يأتي هذا بينما ذكرت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية أن البنتاغون قرر نشر أكبر أسطول بحري وجوي استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة تستهدف رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن المدمرة الأمريكية "يو إس إس دونالد كوك"، المحملة بقرابة 60 صاروخاً من طراز "توماهوك"، على أهبة الاستعداد في مياه البحر المتوسط، فضلاً عن 3 مدمرات أخريات، فيما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة "يو إس إس هاري إس ترومان" الأربعاء من ولاية فيرجينيا في طريقها إلى المنطقة، محملة بنحو 90 طائرة حربية، و5 سفن حربية، وصواريخ توماهوك، التي تعد من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة في الترسانة الصاروخية الأمريكية.