نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي محاضرة بعنوان "عبدالحميد القائد ورحلته مع الابداع " للأستاذ عبدالحميد القائد وأدار الحوار الأستاذ زكريا رضي. واستهل رضي المحاضرة بالحديث عن ما سيتم طرحه من قراءات في التجارب السردية للقائد والتعريف به ككاتب وكشاعر، وسرد رضي بعض مما كتبه القائد بقوله" ذات مره كتب عن نفسه انه عندما كان في الرابعة عشر من عمره كان جالسا حتى ساعة متأخرة من الليل فسأله والده ماذا تفعل في هذا الوقت؟ فقال له القائد أكتب، فقال والده: ماذا تكتب؟ فرد عليه أكتب شعرا، فهز والده رأسه وهو يقول: لا يا بني، درب الشعر صعب ومؤلم وعذاب ، ويقول القائد حينها ظننت بأن والدي العجوز لا يعرف شيئا فتجاهلت كلامه، وبعد سنوات اكتشفت ان ما قاله هو عين الصواب فكتبت " درب الشعر عذاب واخره اكتئاب". كما سرد رضي العديد من المقاطع الأدبية من كتابات القائد معلقا أنه إن اخذنا بالاعتبار ان المقاطع الاستهلالية هي بمثابة عتبة من عتبات النص وباب من ابوابه فان الإشكال قد يرد في التساؤل بأنه "ماذا إن تم حذفها؟ هل سيختل بناء النص داخل العمل الروائي؟". وأضاف رضي في خضم حديثه بأن روح التمرد وكسر الأعراف الاجتماعية التي شكلت شخصية عبدالحميد القائد هي الروح التي شكلت شخصية لطيف في رواية "العشق رماد"، حيث شكل بطل الرواية ظاهرة دون جوانية بامتياز، فأسهب رضي في تحليل بعض من كتابات القائد الأدبية.

ليتبعه الأستاذ عبدالحميد القائد بالحديث عن تجربته في الكتابة منذ الصغر حيث أكد القائد على دور القراءة الكبير في حياته فقد كان قارئ نهم في أولى سنوات عمره مما دفعه للكتابة وإصدار مجلة الثورة في أوج العصر الناصري حيث كان يبلغ ما يقارب العاشرة من عمره، والتي توقفت بعد كتابتها بزمن قليل. وقد أوضح القائد حلمه بالعمل كصحفي عندما كان صغيرا، لتبدأ المرحلة الثانية من حياته الأبية عندما صدرت صحيفة الأضواء، وفي كل مرة كان القائد يتوق لنشر كتاباته في الصحيفة يصل في نهاية المطاف لنشر الشعر في بريد القراء. كما أشار القائد لانضمامه لأسرة الأدباء والكتاب بعد تأسيسها، وأسهب القائد في حديثه حول مراحل حياته الأدبية وتطور أساليبه وأدواته الشعرية وصدور ديوانه الأول " عاشق في زمن العطش" في عام 1975 والذي كان خليطا بين أسلوب الشعر التقليدي المباشر والشعر الحداثي الذي يركز على صور الفانتازيا الخيالية.

وبين القائد في حديثه أن الشعر قد أصبح أداة تأريخ لأحداث حياته الجميلة منها والحزينة وأفراحها وانتصاراتها. وفي ختام الأمسية أمتع القائد الحضور بقراءة عدد من أشعاره بمصاحبة المعزوفات الموسيقية وتم تكريم الكاتب في نهاية الأمسية من قبل مجلس إدارة المركز.