أيمن شكل - تصوير: محمد عارف

التقى الصحافة المحلية لإطلاعهم على نتائج زيارة الملك



أكد السفير الصيني لدى مملكة البحرين ني روتشي رفض بلاده القاطع لتدخل أي قوى خارجية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين.
وقال خلال لقائه مع الصحافة الوطنية أمس إن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم لجمهورية الصين الشعبية مؤخراً تعتبر علامة فارقة في العلاقات بين البلدين، فيما كشف عن وصول وفد صيني خلال أسبوعين للعمل على تفعيل مذكرات التعاون الموقعة خلال الزيارة السامية.
وأشار إلى ما أبدته مملكة البحرين بشأن توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والتعاون في تصنيع السيارات الكهربائية، وقال إن البحرين تعتبر مركزاً مالياً في منطقة الخليج.
وأوضح أنه قد عاد قبل يومين من بكين وحرص على الالتقاء بالصحافة المحلية لتسليط الضوء على الزيارة التي أجراها جلالة الملك المعظم لجمهورية الصين بدعوة من الرئيس شي جين بينغ، وقال: الأجواء في بكين كانت جميلة أثناء زيارة جلالة الملك المعظم وشعرنا أنها ترحب بجلالته.
ووصف الزيارة بالناجحة وأنها اكتسبت أهمية كبيرة وتعتبر علامة فارقة قي العلاقات الثانية بين البلدين، حيث أجرى الزعيمان مشاورات عميقة واتفقا على الارتقاء بالعلاقات لتصبح استراتيجية شاملة، وهو ما يعتبر أهم نتيجة سياسية للزيارة.
ونوه السفير بمذكرات التعاون التي تم توقيعها بين البلدين في مجالات الاستثمار والصحة والإعلام والفضاء والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والمنطقة الصناعية، وقال إن ذلك يؤكد على المستقبل الواعد للتعاون بين البلدين، فيما أشار إلى اللقاء الذي جرى بين جلالة الملك المعظم ورئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية حيث تم التوصل إلى توافقات عميقة ومهمة في هذا الصدد.
ولفت السفير الصيني إلى حضور جلالة الملك المعظم لمراسم افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي حيث ألقى جلالته كلمة، مشيراً إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والصين، إذ زار جلالة الملك المعظم الصين بعد 11 عاماً من آخر زيارة لجلالته، وأكد السفير أن الزيارة الأخيرة جاءت في وقت مناسب وحملت نتائج مثمرة وفتحت صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وأشاد بالتغطية الإعلامية للصحف البحرينية للزيارة ووصفها بالشاملة والعميقة والمفصلة، وقال: «إن ذلك يجسد الصداقة العميقة ونتائج التعاون بين البلدين ويشرفني التعبير عن شكري الخالص لأصدقائي، حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الثنائية، وتقدم مساهمات مهمة في التعريف بين شعبي البلدين وتنمية العلاقات الثنائية».
وأكد السفير أن الزيارة حققت قفزة في العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن الصين قد أسست مع 16 دولة عربية بالإضافة إلى جامعة الدول العربية علاقات شراكة استراتيجية شاملة، وقال: بفضل الاهتمام الكبير من الزعيمين شهدت العلاقات زخماً على صعيد التنمية، حيث وصلت العلاقات إلى أفضل مرحلة لها في التاريخ، وبذلك تنبئ عن علاقات متنامية في المستقبل، ويمكن القول إن العلاقات البحرينية الصينية تعتبر في مقدمة العلاقات مع الدول العربية.
ونوه السفير بالبيان الصادر عن القمة حيث أكد الجانب الصيني دعمه الثابت لجهود مملكة البحرين للحفاظ على سيادة البحرين وأمنها واستقرارها، ورفضه القاطع لتدخل أي قوى خارجية في الشؤون الداخلية للمملكة، وتأكيد البحرين دعمها الثابت لمبدأ الصين الواحدة والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها والتزامها الثابت بدعم مواقف الصين بشأن مصالحها الجوهرية.
وقال إن الجانبين اتفقا على تعزيز التواصل بينهما على المستويات كافة، وتبادل الخبرات حول الإدارة والحوكمة وتعزيز السياسات بين الجانبين ومواصلة ترسيخ الصلة المتبادلة على الصعيد السياسي، وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري على نحو أعمق وأكثر استدامة، ومواصلة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وتوسيع النطاق للتعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والزراعة والصيد والتعليم والثقافة والسياحة والصحة وغيرها من المجالات التي تعزز التنمية والازدهار بين البلدين.
ولفت إلى إطلاق أول رحلة طيران مباشر لطيران الخليج مشيراً إلى أن 90% من الركاب في هذه الرحلة كانوا من الصينيين الذين يزورون البحرين للمرة الأولى، وقال إن هذه الرحلات تعتبر ركيزة أساسية لتبادل الثقافات بين الشعبين وتساهم في دفع التعاون السياحي، كما ستعمل الصين على حث شركات الطيران الوطنية لإطلاق رحلات مماثلة إلى المنامة، فيما أكد أن مؤسسة سياحية صينية تسعى لتنظيم رحلات سياحية للبحرين وعندما يرتفع عدد الزوار الصينيين، بلا شك ستسعى شركات الطيران الصينية لفتح خطوط طيران إلى البحرين، كما فعلت طيران الخليج.
وأكد أن الصين تتشارك مع البحرين الموقف الخاص بدعم القضية الفلسطينية، مثمناً الصوت العربي المشترك حيال القضية في قمة جامعة الدول العربية، وقال إن بكين على أهبة الاستعداد مع البحرين والدول العربية للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، مجدداً إشادة بلاده بمبادرة البحرين لعقد مؤتمر سلام دولي وتقديرها لجهود المملكة في تعزيز السلام بالشرق الأوسط. وكذلك إدانة البيان المشترك للاجتماع الوزاري العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والكارثة الإنسانية، حيث أكد البيان على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ومعارضة التهجير القسري ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ودفع حل الدولتين بأسرع وقت ممكن.
وشدد السفير على وحدة المواقف البحرينية الصينية بشأن القضية الفلسطينية وقال إن الصين تدعم مبادرة جلالة الملك المعظم بشأن عقد مؤتمر للسلام بأسرع وقت ممكن وثمن جهود البحرين بشأن تحقيق السلام في المنطقة.
وأعرب عن ثقته بأن الجانبين البحريني والصيني سيقدمان إسهامات أكبر للسلام واستقرار المنطقة، وتأكيد الاستعداد للتعاون في تنفيذ نتائج القمة العربية الصينية الأولى التي عقدت نهاية عام 2022 والعمل يداً بيد لبناء مستقبل مشترك، وتعميق العلاقات الخليجية الصينية لتعزيز السلام والتنمية للمنطقة.
ونوه بما ذكره الرئيس الصيني خلال الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، بشأن العلاقات العربية الصينية والتي تعتبر نموذجاً يحتذى في صيانة السلام والاستقرار بالعالم والتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات واكتشاف الطريق الصحيح للحوكمة العالمية، حيث أعلن الجانب الصيني استضافته للقمة العربية الصينية الثانية عام 2026 واعتماد إعلان بكين والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2024 و2026، وقال إن الاجتماع الوزاري يضفي قوة لتسريع وتيرة بناء مجتمعي مشترك بين الصين والدول العربية.
وفي إجابته عن سؤال «الوطن» حول ما تم بشأن تفعيل مذكرات التعاون، أوضح السفير ني روتشي، أنه قبل زيارة جلالة الملك المعظم للصين بذل الجانبان جهوداً دؤوبة استعداداً لهذه الزيارة وجعلها مثمرة، حيث تم توقيع 11 مذكرة تعاون، وقال إن الجانبين سيعملان على تعزيز التعاون، حيث من المتوقع أن يصل وفد صيني خلال أسبوعين لتفعيل التعاون بين البلدين.
وأكد السفير روتشي في إجابته عن سؤال آخر لـ»الوطن» أن البحرين شريك مهم في مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني عام 2013، إذ وقع الجانبان اتفاقية عام 2017 للمشاركة في المبادرة، وقال: نحن على ثقة بالدور الكبير الذي ستلعبه البحرين في مبادرة الحزام والطريق، حيث كان لشركة cmec الصينية دور بارز في مشروع شرق سترة الإسكاني، وقامت شركة «شينا باور» ببناء محطة الدور الكهربائية، وعملت شركة هواوي أكثر من 20 عاماً في البحرين، ولها دور وثيق في اتصالات مملكة البحرين.
ولفت السفير الصيني إلى ما أبدته مملكة البحرين بشأن توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والتعاون في تصنيع السيارات الكهربائية، وقال إن البحرين تعتبر مركزاً مالياً في منطقة الخليج، وأعتقد أن هناك إمكانية في تحقيق هذا التعاون بشأن صناعة السيارات الكهربائية، كما يأمل الجانب الصيني أن يتم توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول الخليج في أقرب وقت ممكن.