طارق يوسف

إنه الأنس بالله العظيم! عبارة أعجبتني، تقول: «عندما نعطي الله سبحانه وتعالى المكانة الأولى في حياتنا.. تأخذ الأشياء الأخرى مكانها الصحيح». لقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء»، ومعنى الأول هنا: الأزلي الذي لا بداية له، فلم يسبقه شيء سبحانه. ومعنى الآخرهنا: أي الأبدي الذي يفنى كل شيء وهو باق، قال سبحانه (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).

وأما التعبد لله باسمه «الأول» وأثره الإيماني، فقال فيه ابن القيم: «فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف أو الالتفات إليها، وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته، وأنه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد، إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، أي وسيلة كانت هناك وإنما هو عدم محض. وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد، وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أخرى. فمن نزل اسمه الأول على هذا المعنى أوجب له فقراً خاصاً وعبودية خاصة».



دعونا ومنذ الحظات الأولى لشهر رمضان أن نعيد حساباتنا، ونجعل كل مسعانا في رضا الله الواحد سبحانه.