حسن الستري

أكد علماء دين عدم إمكانية الاعتكاف هذا العام لتعذر فتح الجوامع للاعتكاف، ولكنهم بينوا إمكانية تحقيق مقاصدها بالانقطاع لله بالعبادة بالمسجد.

وقال الشيخ عادل المعاودة: «الاعتكاف سنة في العشر الأواخر، وكان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من إحياء ليالي العشر الأواخر بالاعتكاف إحراز ليلة القدر، فالقصد التفرغ للعبادة والدعاء لله، بعض الناس حزين للظروف التي تصادفنا في شهر رمضان هذا العام، ولكن الله لا يقضي قضاء إلا فيه جانب سلبي وإيجابي، وبإمكان الإنسان أن يتفرغ للعبادة في بيته ومع عياله ويذكر الله إذا لم يستطع أن يعتكف في المسجد».



وتابع: «الاعتكاف هو الانقطاع عن الخلائق والتفرغ لعبادة الخالق، وما المانع أن يتخذ المسلم بيته للاعتكاف وبهذه الصورة ينشط أولاده، اجعلوا بيوتكم قبلة، فالقصد من الاعتكاف في المسجد عدم ترك صلاة الجماعة، والآن لا توجد جماعة وقد منعت وهي أهم فلا يمكن الترخيص للاعتكاف للمساجد، ولكن كلما ضاق الشيء اتسع، فحين لا تجد ماء للوضوء تتيمم ومن لا يستطع الصوم يطعم مسكيناً».

وأضاف: «عبادة الاعتكاف لها شروطها فلابد أن يكون في المسجد ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، الزم بيتك واحرص على العبادة في منزلك تحت قاعدة تحقيق المقاصد، فهذا لغة قد يطلق عليه اعتكاف وإن لم يكن اعتكاف بالمعنى الشرعي».

من جانبه، قال الشيخ مجيد العصفور: «إذا كان الأكثر ثواباً وهو إقامة صلاة الجماعة والجمعة توقفت بسبب وجود ما يهدد حياة الإنسان، فبطريق أولى أن الاعتكاف يؤجل، ومن كان ناوياً ومنعته الظروف فالله يحسب له ثواب العمل، فمن كان يقوم بعمل وهو بصحته وامتنع عنه بسبب مرض فإنه يثاب عليه، وما يمنعنا من الذهاب للمساجد هو أمر يهدد حياتنا، فلا ينبغي للمؤمنين أن يعتبروا ذلك سبباً في نقصان الأجر».

وأضاف: «الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه، وكما أن من سقط عنه وجوب الصوم معذور، كذلك من يترك الاعتكاف بالمساجد معذور أيضاً، ولو كان ناذراً فنذره يؤجل ومعذور في ذلك إذا خرج من الدنيا، وبإمكان الإنسان أن يعبد الله من بيته، ينبغي أن نتعامل مع هذه الحالة الاستثنائية بما تقوله الجهات المختصة، حتى علماء الدين في فتاواهم يسمعون لرأي المختصين أولاً، ثم يفتون بعدها، وحياة الإنسان مقدمة على الواجب فضلاً عن المستحب».