وليد صبري

تشارك مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، احتفالاتها باليوم الوطني الـ 90، فيما تشهد العلاقات بين المملكتين الشقيقتين تطوراً مستمراً على كل المستويات، انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما.

على المستوى السياسي، تشهد العلاقات بين البلدين تنسيقاً كبيراً في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث يتبنى البلدان رؤية موحدة بضرورة وجود حل عادل يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى إيمانهما بضرورة دفع الجهود نحو استقرار الأوضاع في دول المنطقة والعالم فضلاً عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار المشترك وتفعيل العمل الدولي والخليجي والعربي المشترك.



التعاون الاقتصادي

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، فقد كشفت الإحصائيات السعودية بشأن حجم استثمارات المملكة في البحرين عن زيادة تبلغ نسبتها نحو 51 % في جميع القطاعات"، موضحة أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى نحو 27 مليار ريال "2.7 مليار دولار"".

ويعكس حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البحرين والسعودية عمق وقوة العلاقة الخاصة بينهما والراسخة جذورها عبر التاريخ، فالمملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة الشركاء التجاريين للبحرين من بين الدول العربية والخليجية والأولى عربياً من حيث التدفقات والاستثمارات المباشرة في البحرين.

وذكرت الإحصائيات أن "الصادرات السعودية للبحرين تشكل ما نسبته 40 % بينما تشكل الصادرات البحرينية السعودية ما نسبته 60 % وتمثل المواد المعدنية والمنتجات الزراعية والحيوانية والمشروبات والمواد الكيميائية والبلاستيكية غالبية المنتجات في التبادل التجاري بين البلدين".

وتعد السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين، وقد كان لتوجيهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.

وتتواصل الغرف التجارية في المملكة العربية السعودية وغرفة تجارة وصناعة البحرين بشكل دائم وفعال من أجل المضي قدماً في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وفي إطار الدعم الخليجي للمملكة البحرين الشقيقة تسهم المملكة مع دولتي الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت في دعم برنامج التوازن المالي لمملكة البحرين.

ويعد إنشاء المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة جديدة في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين، لاسيما ما يتعلق بتطوير التنسيق وتعزيز آليات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة، كما له أهمية في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتحقيق التكامل الثنائي ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والعسكرية والأمنية، وذلك في إطار ما يربط المملكتين الشقيقتين من علاقات تاريخية راسخة ومتميزة.

وفي الوقت ذاته، تقوم اللجنة الأمنية العليا المشتركة بين البلدين ببحث ومناقشة أية تحديات تتطلب سرعة التعامل معها ومواجهتها.

رؤية 2030

تواصل السعودية إنجازاتها في عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نحو التطور والبناء والتنمية نحو مستقبل مشرق، حيث تعتبر رؤية 2030 خارطة طريق تنموية اقتصادية متكاملة تمكن السعودية من تحقيق قفزات جبارة وتنقل الإدارة إلى مصاف عليا من التطور والرقابة وتستقطب الاستثمارات الأجنبية وتحقق أرباحا كبيرة للخزينة العامة للدولة، حيث تهدف إلى تنويع موارد الاقتصاد والاعتماد بشكل أكبر على تشجيع الاستثمارات الأجنبية. وأبرز ما تضمنته الرؤية "رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65 %، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 50 % من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى زيادة نسبة الاستثمار الأجنبي وتفعيل دور المرأة السعودية المهم وبقوة في كافة المجالات بالعمل كشريك في التنمية الشاملة التي تعيشها السعودية، وأن دور المرأة السعودية مهم جداً وفعال جداً".

مكافحة الإرهاب

تواصل السعودية بخطوات حازمة جهودها المميزة في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره محلياً وإقليمياً ودولياً، وأسهمت بشكل كبير في التصدي بفعالية لهذه الظاهرة وويلاتها ونتائجها المدمرة وفق الأنظمة الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى التعاون جميعاً للقضاء على الإرهاب الذي طال وباله المملكة والعديد من دول العالم.

واستطاعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في اتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضد الإرهاب بأشكاله وصوره، من خلال إقرار عدد من التنظيمات والقوانين، إلى جانب المساهمات الدولية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبدا للعالم كيف أن السعودية رائدة في مجال مكافحة الإرهاب، إذ أسهمت بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية، التي تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية وفق أحكام الشريعة الإسلامية، التي تطبقها المملكة، وتحديث وتطوير أجهزة الأمن وجميع الأجهزة الأخرى المعنية بمكافحة الإرهاب.

المرأة السعودية

تشهد السعودية مسيرة إصلاح وتنمية كبيرة على مختلف الأصعدة، وترتكز على مزيد من الإصلاحات والتطور في كافة مجالات الحياة وتهدف إلى تفعيل دور المرأة في عملية البناء والتطوير بما يعود بالنفع على المجتمع بأسره، والمرأة السعودية تلقى الاهتمام الكبير من قبل الدولة والحكومة لتحقيق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التنموية التي حددتها رؤية المملكة بأن تكون المرأة السعودية عنصراً فعالاً في المجتمع وتتمتع بكامل حقوقها وفقا للأنظمة والضوابط الشرعية، وقيادة المرأة السعودية للسيارة يعتبر خطوة تاريخية ومهمة لتعزيز دور المرأة وتلبية احتياجاتها ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل والاستمرار في تنمية واستثمار طاقاتها.