تشارك مملكة البحرين للمرة السادسة في معرض العمارة الدولي السابع عشر - لا بينالي دي فينيسيا في مدينة البندقية في إيطاليا، وذلك عبر جناح وطني يحمل شعار "في المحرّق"، حيث افتتحته معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم الخميس الموافق 20 مايو 2021م في الأرسينالي آرتجليري.

وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "رغم الظروف التي فرضتها الجائحة، إلا أننا عازمون على الاستمرار بالعمل الثقافي والانتقال بصورة مملكة البحرين الأجمل إلى العالم عبر عرض مقوماتها الحضارية والعمرانية وإلقاء الضوء على واحد من أهم مواقعها المسجلة على قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو، ألا وهو مسار اللؤلؤ الذي كرسناه شعاراً لنشاطنا هذا العام"، وأضافت: "إن الثقافة اليوم تشكّل أملاً لكل دول العالم من أجل التعافي والتقدّم نحو المستقبل، من خلال مشاركة التجارب الإنسانية، وحققنا عبر مشاركتنا معرض العمارة الدولي منجزات كان أبرزها فوز جناحنا عام 2010م بجائزة الأسد الذهبي المرموقة، كما وحاز كتاب جناحنا في معرض العمارة الدولي الخامس عشر على جائزة أجمل كتاب في المسابقة السنوية التي يقيمها مكتب الاتحاد السويسري للثقافة"، مشيرة إلى أن جناح "في المحرّق" هذا العام يعرض عناصر من عمارة مدينة المحرّق التقليدية ويقدّم لزواره فكرة حول جهود التطوير الحضري التي تبذلها الهيئة من أجل تعزيز التنمية المستدامة في المدينة.

هذا ويضم فريق القائمين على الجناح كل من المهندسة نورة السايح، المهندس واستشاري التراث غسان الشمالي، وهما من فريق العمل الهندسي في هيئة البحرين للثقافة والآثار. ويركز جناح "في المحرّق" على المميزات والصفات الجامعة لجهود التجديد العمرانية ذات الرؤية الثقافية، والتي تقودها الهيئة، وذلك من خلال مبادرات مستمرة لتطوير قلب المركز التاريخي لمدينة المحرق. وفي مركز هذه المبادرات يقع مشروع موقع "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة" وهو الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 2012م (والمعروف اختصاراً ب "مسار اللؤلؤ")، والذي يعكس الإرث التاريخي لفترة ازدهار مهنة اللؤلؤ في البحرين.



ومن خلال إعادة تأهيل التراث العمراني والحضري لمدينة المحرّق والحفاظ على شاطئ قلعة بوماهر وثلاثة هيرات في البحر (وهي أماكن استقرار المحار الذي يستخرج منه اللؤلؤ)، فإن الهيئة تحافظ وتسترد حكاية صيد اللؤلؤ في البحرين، فيما يتم إطلاق عملية تنموية اقتصادية تشمل عدداً من المجالات الاجتماعية والبيئية والثقافية الوظيفية في مدينة المحرّق.

إن هذه العملية تدريجية وتتكيّف باستمرار مع التحديات التي توجد في مدينة حيّة ومتجددة، إضافة إلى كونها عملية تعيد ابتكار ملامح المدينة بشكل يتماشى مع بصمتها المعمارية وممارساتها الاجتماعية.

إن معرض "في المحرّق" يقدّم نتائج هذه المبادرات ومسارها العملي من خلال عرض نماذج مصغرة للمشاريع، قطع أثرية ورسومات وحوارات بشكل يوضّح حالة المشروع حالياً.

كما يستكشف المعرض التحديات في عملية إعادة إحياء ذاكرة "اللؤلؤ" باعتبارها وصلة ما بين العناصر والمقومات المادية للمدينة وهويتها الحضارية والثقافية، ويطرح تساؤلات حول إمكانية أن يتعايش البشر والسيارات والأحجار المرجانية والمحار واللؤلؤ مع بعضهم العرض بشكل مستدام.

يتألف جناح "في المحرّق" من هضبة صناعية يتم فوقها عرض مختلف العناصر، وهي تشغل بذلك معظم مساحة الجناح، وتترك ممراً ضيقاً يسمح بالتجوال حولها. ويعرض الجناح أجزاء من المكونات التي تتشكل منها عملية إعادة إحياء المحرّق، سواء كانت تشمل مشاريع مباني فردية أو سياسات تجديد على مستوى حضري واسع.

وتشمل هذه الأجزاء عناصر طبيعية كأصداف المحار، نماذج هندسية مصغرة لمشاريع تطوير جديدة مثل المساحات العامة التي صممها مكتب KGDVS ومكتب Bas Smets للهندسة المعمارية، نماذج هندسية معمارية لمشاريع كمواقف السيارات متعددة الطوابق التي صممها كريستيان كيريز، وقطعاً أصلية مستخرجة من العمارة المحرقية التقليدية ووثائق العمل مثل تلك المتعلقة بمشروع التطوير الحضري، الذي وضعته شركة "دار الخليج للهندسة".

وكما أن موقع التراث العالمي "مسار اللؤلؤ" يتمحور حول سرد قصة الماضي العريق لإقتصاد وتجارة اللؤلؤ في البحرين، فإن جناح مملكة البحرين في هذا المعرض الدولي يفعل ذلك أيضا، حيث تروي أجزاؤه فصول حكاية التنمية التي شملها المشروع. وبينما يلقي مركز زوار الموقع الذي صممه مكتب Valerio Olgiati للهندسة، الضوء على دور مسار اللؤلؤ باعتباره أداة ربط اجتماعي هامة تضيف على المدينة وجهة جذب جامعة، فإن متحف سيادي للؤلؤ، الذي صممه استوديو آن هولتروب، يُعيد إلى الأذهان تاريخ الحرف اليدوية وعملية تبادل المعارف والخبرات التي شهدتها مدينة المحرق.

كما وإن عرض أساليب الحفاظ على التراث والتي يقدّمها استيديو Gionata Rizzi من خلال نموذجين معماريين، يسلط الضوء على قيمة التراث كمحرك اقتصادي جديد لمدينة كانت تعتمد في الماضي على صيد اللؤلؤ.