تلبيةً لدعوة مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي "UNOOSA"، شارك عدد من مهندسي فريق البحرين للفضاء في ورشة العمل التعريفية بالجولة الثانية من مبادرة تجربة الجاذبية المفرطة "HyperGES" والتي تم افتتاحها في الأول من سبتمبر الحالي. حيث يحرص منتسبو الهيئة على التعرف والمشاركة في مختلف المبادرات العالمية المختصة بقطاع الفضاء، لدعم أهداف الهيئة فيما يختص بتأسيس علاقات تعاون ومشاريع مشتركة إقليمية ودولية وبناء قدرات وطنية في علوم الفضاء من أجل بناء قطاع فضاء مستدام في مملكة البحرين.

وقد قدم الورشة فريق من المختصين بمبادرة تجربة "HyperGES" من مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي حيث عرضوا شرحاً تفصيلياً وتقنياً حول المبادرة وأهميتها وكيفية المشاركة فيها، بالإضافة إلى استعراض الأجهزة والامكانيات المتوفرة في المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء (ESTEC) المستخدمة لإجراء مثل هذه التجارب. كما وضح الفريق آلية التقديم وآلية ملء الاستمارات التقنية الخاصة بالترشح للمبادرة. إضافة إلى ذلك بينوا أدوار جميع الجهات المشاركة في هذه المبادرة على الصعيد التقني والمادي.

الجدير بالذكر أن مبادرة “HyperGES" هي إحدى مبادرات "الوصول للفضاء للجميع" التي يطرحها مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي "UNOOSA" بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية. والتي تهدف إلى تقديم فرص للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لبناء القدرات والكفاءات الوطنية لخلق قطاع فضائي مستدام يحقق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة. وتأتي هذه المبادرة بالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي ووكالة الفضاء الأوروبية وتعتبر هذه الجولة الثانية لها منذ انطلاق المبادرة عام 2019. حيث إن آخر موعد لتقديم استمارة الترشح للجولة الثانية سيكون في 28 فبراير 2022.



تهدف مبادرة "HyperGES" إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لإجراء تجارب الجاذبية المفرطة في المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء (ESTEC) باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات لعمل بيئة محاكاة للتجارب العلمية بحيث تصل الجاذبية فيها حتى 20 ضعف مستوى الجاذبية الأرضية. ويمكن إجراء تجارب علمية في ظروف الجاذبية المفرطة لدراسة ونشر أبحاث علمية في مجالات متعددة مثل علوم الأحياء والطب وعلوم المواد وديناميكيات السوائل وعلم وظائف الأعضاء، وعلم العقاقير وغيرها من العلوم ويساهم في اكتساب المعرفة بتكنولوجيا جديدة. كما يمكن تطويرها لتصبح تجارب علمية يتم إرسالها لمحطة الفضاء الدولية. وعلى سبيل المثال تمثلت التجربة الفائزة بالجولة الأولى من هذه المبادرة في إجراء دراسة حول تأثير الجاذبية المفرطة على النبتة المائية، وهي أسرع وأصغر نبات مزهر على وجه الأرض. مما سيساعد على فتح الكثير من الاحتمالات للتطبيق المستقبلي للنبات كمصدر للغذاء والأكسجين لاستكشاف الفضاء.

وعن هذه المبادرة صرح مهندس الفضاء يعقوب القصاب قائلاً: "تعتبر المشاركة في مبادرات الوصول إلى الفضاء المقدمة من "UNOOSA” فرصة مميزة للدول الأعضاء للاستفادة مما تُقدمه "UNOOSA" من دعم لبناء قدرات وخبرات في مجال الفضاء ويتمثل هذا الدعم في تقليل تكلفة دخول الدول الأعضاء إلى قطاع الفضاء عن طريق المشاركة في مثل هذه المبادرات ومنها إجراء التجارب العلمية وإطلاق أقمار صناعية مكعبة. حيث إن مبادرة "HyperGES" تُمكن المشاركين فيها من إجراء تجارب علمية معقدة في منشآت متطورة ومعدة بأحدث التقنيات دون الحاجة لتحمل التكلفة المادية الباهظة لاستخدام هذه المنشآت، مما يسمح لهم بالتركيز على إجراءات التجربة ذاتها. كما إن تطوير مثل هذه التجارب يساهم في فتح آفاق جديدة في مجال الأبحاث العلمية في مجالات مختلفة مثل البيولوجيا والأحياء الدقيقة والطب وعلوم المواد. إضافة إلى ذلك يمكن التنبؤ باستجابة التجربة في الجاذبية الصغرى كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية من خلال إجراء هذه التجارب تحت تأثير الجاذبية المفرطة".

وانطلاقاً من حرص الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على بناء القدرات والخبرات الوطنية في قطاع الفضاء وتعزيز التعاون الدولي والاستغلال الأمثل للمبادرات العالمية والمشاريع المتخصصة في مجال الفضاء. تدعو الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مختلف مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية المتخصصة في مختلف مجالات العلوم إلى طرح أفكارهم لهذه المبادرة، حيث تعتزم الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التنسيق مع الجهات المعنية لتبني هذه المبادرة واستغلال هذه الفرصة لخلق قطاع فضائي مستدام في مملكة البحرين تحقيقاً لأهداف الهيئة وتعزيز البحث العلمي وبناء جيل لديه الخبرات والقدرات في مجال علوم الفضاء. مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة الاقتصادية 2030.