أيمن شكل




طالبوا الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات لعدم تكرار هذا الفعل..

أكد أعضاء مجلس الشورى أن اللقاء الذي جمع السفير الأمريكي بأشخاص من ممثلي بعض الجمعيات في المملكة، يخالف اتفاقية فيينا والأعراف الدبلوماسية بين الدول.


ودعا الأعضاء إلى احترام العلاقات الودية بين الدول، لافتين إلى حرص قيادة المملكة على تعزيز منظومة حقوق الإنسان وتطويرها، وطالبوا الجهات الرسمية باتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تكرار مثل هذه اللقاءات في المستقبل.

وأشار عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز العجمان إلى ما أسماها أجندة سياسية قديمة يعاد إنتاجها في كل مرحلة، داعياً إلى احترام العلاقات الودية بين البلدين واحترام سيادة الدولة على إقليمها وشؤونها الداخلية، لافتاً إلى أن البروتوكولات السياسية تمنع مثل هذه الأنشطة ولا تسمح بها أي دولة، وطالب السفير الأمريكي بضرورة احترام العلاقات الممتدة عبر عقود بين البلدين والعمل بما يسهم في تعزيز هذه العلاقات دون تعكير صفوها.

وأكد الدكتور العجمان أن البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى هي بلد تعايش وتسامح وقال إن جلالة الملك دوماً ما تكون تصريحات جلالته، مؤكدة على هذه الصفات السمحة للمملكة وأهلها ومعبرة عن سياستها تجاه كافة الدول، ولذلك يجب أن يكون الاحترام متبادلاً والمعاملة بالمثل.

كما استنكر الدكتور العجمان ما قام به ممثلو الجمعيات في اجتماع مع جهات خارجية والتطرق إلى شؤون وطنية داخلية لا يجب أن تبحث مع تلك الجهات، وقال إن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا ينطبق عليهم إلا وصف «العمالة للخارج»، وبما يمثل جريمة يعاقب عليها القانون.

وشجب عضو مجلس الشورى جمعة الكعبي تواصل الجمعيات مع جهات خارجية ومحاولاتهم للعبث باستقرار البحرين الذي يشعر به كل مواطن وأجنبي ومن ضمنهم السفير الذي لم يكن بعيداً عن المشهد البحريني في وقت سابق.

وأكد الكعبي أن الجمعيات التي يفترض أن تكون وطنية وتسعى لخير الوطن والمواطن، قررت التوجه للخارج والتخابر معه في صورة اجتماع عادي، لكنه يوصف في الأعراف السياسية بأنه تخابر يعاقب عليه القانون، وقال إن العقاب يجب أن يكون من جنس العمل.

وطالب الكعبي بمحاسبة هؤلاء الأشخاص الممثلين عن جمعيات مرخص لها من الحكومة، بأن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم بوقف أنشطتهم وتجميدها ومنع هؤلاء الأشخاص من ممارسة النشاط السياسي أو الاجتماعي، لأنهم لا يمثلون المواطن الذي يلتف حول قيادته ويعيش أزهى عصور التنمية والاستقرار، وقال إن أكثر ما يبرز نشاز هؤلاء عن النسيج الوطني هو ما أظهرته الفعاليات الوطنية من إدانات متواصلة حول هذا الفعل المشين الذي لا يعبر عن أشخاص يحبون الخير لوطنهم.

من جانبه أعرب عضو مجلس الشورى أحمد الحداد عن استنكاره لمثل هذه التصرفات وقال المفترض أن تحترم البعثات الأجنبية قوانين البلد المتواجدة فيها، وأكد أن ما حدث يخالف اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وما فعله السفير الأمريكي يخالف العرف الدبلوماسي بين الدول.

ووصف الحداد اجتماع بعض ممثلي الجمعيات مع السفير وحضور العشاء بالخطأ، مشيراً إلى أن أبواب أعلى قمة هرم القيادة في البحرين وهو جلالة الملك ثم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وكافة المسؤولين، مفتوحة للجميع لطرح أي نقاش.

ونوه عضو الشورى بمنظومة حقوق الإنسان في المملكة والتي تشهد تطوراً مستمراً، حيث صدرت حزمة من القوانين من أبرزها قانون العقوبات البديلة ومشروع السجون المفتوحة وقانون العدالة الإصلاحية للأطفال وغيرها من القوانين والمشروعات، التي تؤكد أن البحرين ماضية في تعزيز منظومة حقوق الإنسان وتطويرها.

وأعرب عن أسفه لأن يلجأ مواطنون للتواصل مع جهات أجنبية، وقال إن الجهات المعنية في الدولة تعلم ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات من البعثات الأجنبية المعتمدة في البحرين.

وشدد على ثقة المواطنين في قيادته وقال إن جلالة الملك المفدى هو راعي تعزيز منظومة حقوق الإنسان، ونوه إلى احتفال المملكة بمرور 21 عاماً على ميثاق العمل الوطني، وأضاف قائلاً: إن تصريح وزير الداخلية بشأن ما حدث واضح وشامل ويؤكد حرصه على حفظ الأمن حيث تعمل وزارته بجهود كبيرة على استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار المجتمع، ونحن في السلطة التشريعية نؤيد بيان الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.

وفي السياق ذاته أعرب عضو مجلس الشورى الدكتور بسام البنمحمد عن رفضه واستنكاره لتصرف السفير الأمريكي الجديد ووصفه بالمسيء للمجتمع البحريني وللبلد المضيف له ولمهنته الدبلوماسية وهو الذي لم يمضِ على تقديمه أوراق اعتماده سوى أيام، وقال إنه بهذا التصرف قد وضع نفسه في مواجهة المجتمع البحريني بشكل سلبي وعليه إن أراد النجاح كممثل لمصالح دولته بأن يتعامل وفق الأصول الدبلوماسية وأن يحترم المجتمع البحريني ولا يتدخل في قضاياه المحلية. وأوضح البنمحمد أن العالم لا ينقصه أزمات جديدة بل بحاجة لعمل دبلوماسي مكثف لتعزيز الاستقرار الدولي وتجاوز الأزمات لا استخدام الدبلوماسية لخلق الأزمات.

كما أدان عضو الشورى تصرف أي بحريني يلجأ لجهة خارجية يستعين بها على وطنه أو أن يطلب من جهة خارجية أن تعينه للدفع بقضايا محلية، موضحاً أن هذا يدل على جهل وعجز من يلجؤون لمثل هذا الطريق وكذلك انعدام الإدراك لديهم برفض الشارع لما يحاولون طرحه في الخارج، وليس لديهم أي دعم أو قبول في الشارع، وأضاف قائلاً: هؤلاء يعتقدون أن الأجنبي سيحقق رغباتهم، بينما لا يمتلكون أي تأثير على المجتمع البحريني.

وشدد البنمحمد على أن البحرين بلد مستقل له سيادته التي يصونها ويدافع عنها أبناء الوطن، ولن يقبل بحريني التقليل منها أو تجاوزها، مؤكداً على أن أي قضية محلية يجب أن تمر عبر المؤسسات والقنوات الدستورية، وأن من يحاول تجاوز المؤسسات الوطنية التي وجدت للتعامل مع القضايا المحلية فهو يحاول هدم أركان الدولة ويفرغها من مضمونها سواء كان ذلك بجهل أو عن عمد، وقال: دستورنا ومؤسساتنا هي الأرضية التي تجمعنا ومن خلالها يتم التعاطي مع كافة قضايانا، لا من خلال تدخل أجنبي لن ينجح مهما حاول الضغط في فرض أمر لا يقبله المجتمع البحريني. وقال نوار المحمود: «أمر مؤسف و مشين إقحام الأجانب في شؤوننا الداخلية، ومهما كانت التبريرات والأعذار فهي مرفوضة من كل مواطن مخلص لوطنه و قيادته، كما أن هذا السلوك فيه إساءة عظيمة للوطن.. التاريخ فيه الكثير من القصص والعبر، ولم نرَ على مر العصور من استقوى بالخارج إلا قلة من الذين خانوا أوطانهم و شعوبهم و كانت عاقبتهم الخزي والعار. نحمد الله أن لدينا قيادة حكيمة إبوابها مفتوحة كما هي قلوبها وتسمع من الجميع النقد البناء الهادف لمصلحة الوطن.

وأكد عضو مجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة أن هناك تخوّفات شعبية مشروعة من التدخلات الأمريكية والخارجية في الشؤون السياسية البحرينية، وخاصة أن الإقليم يعاني من آثارٍ كارثية جراء التدخلات الخارجية في شؤونه، وتشهد المنطقة اشتعال الأوضاع في أكثر من قُطر عربي تُسفك فيه الدماء وتتحكم في شؤونه أيادٍ خارجية لا تعبأ إلا بمصالحها.

وشجب المعاودة نهج الانتقائية في لقاء السفير الأمريكي بمنظمات المجتمع المدني البحريني، حيث يتم الحرص على لقاء أطراف بعينها وتبني خطابها والثقة في تقولاتها، والإعراض عن أطراف المجتمع المدني التي تشكل غالبية الشعب، وتتم هذه اللقاءات بغير القنوات الرسمية التي من خلالها فقط يجب أن تناقش شؤون البلاد، محذراً من محاولة تكرار الظروف السابقة على أحداث 2011، مؤكداً أن الشعب البحريني مُلتحم مع قيادته وحكومته، ولن تفلح محاولات زرع الفتنة بينهما بإذن الله تعالى.

وشدد على أهمية التعلُّم من المصير المُظلم لمن ارتمى في أحضان الخارج باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فالمؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين، والأوطان تحتاج من يحميها ويدافع عنها، لا من يكذب عليها ويتسربل برداء الأجنبي يتقوّى به على وطنه!