الباكر: بوتين ليس هتلر وزمن الاستعمار والدكتاتورية انتهى

البنعلي: الغرب عاجز ولا أحد سيحارب من أجل أوكرانيا

الحويحي: نحن الآن دخلنا مرحلة الصراع القطبي بين القوتين العالميتين



ثامر طيفور

قال محللون سياسيون لـ«الوطن» إن الغرب اليوم عاجز وغير جاهز لمواجهة روسيا، وأن لا أحد يريد حرب من أجل أوكرانيا، وأن الأزمة الأوكرانية هي الإعلان الرسمي لدخول العالم فعلياً في حرب باردة جديدة بين قطبين رئيسيين، هما الصين وروسيا ضد أمريكا والغرب.

وتوقع المحلل السياسي أحمد سند البنعلي أن «روسيا لن تقوم بغزو شامل لأوكرانيا، بل ستقف عند حدود الجمهوريتين الجديدتين التي اعترفت بهما في شرق أوكرانيا، ولن تكمل الطريق نحو احتلال العاصمة كييف، بل تراهن على حدوث حركة تصحيحية في أوكرانيا».

وقال البنعلي إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قام بانتشال روسيا من الضعف التي كانت فيه بعد انحلال الاتحاد السوفييتي، وجعل لها مكانة بين الدول، وأن ما تقوم به روسيا هو ممارسة لنفوذها، ولا يمكن مقارنته بالتوسع الذي تقوم به الدول الغربية».

وأوضح إن الأزمة يمكن تلخيصها في أن الغرب كان يريد تطويق روسيا ووضع السلاح على مقربة منها، إلا أن روسيا دولة قوية ولا يمكن لحلف النيتو أو غيره أن يعاملها وكأنها دولة مارقة من دول العالم الثالث، ولا يمكن لأحد محاصرتها، أو تدميرها».

وعن فرض عقوبات دولية على روسيا، قال البنعلي إن «العقوبات الاقتصادية لن تؤثر على روسيا بشكل كبير، فروسيا تملك أسواق أخرى في حال تم فرض عقوبات دولية عليها، فالأسواق الصينية والآسيوية على سبيل المثال متعطشة للطاقة والمنتجات الخام وغيرها، وستجد روسيا في الشرق مكاناً لتصريف منتجاتها».

وأكد البنعلي إن «الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، لا تريد الدخول في حرب مع روسيا من أجل أوكرانيا، فالعالم غير مستعد لحرب عالمية ثالثة من أجل أوكرانيا، كما إن أوكرانيا نفسها من الدول المنقسمة على ذاتها في ظل الفسيفساء العرقية والأقليات المتواجدة بها».

وقال الأمين العام السابق لجمعية التجمع الوطني الدستوري «جود»، المحلل السياسي عبدالرحمن الباكر إن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، شهد تهيئة وتمهيد إعلامي قبل بدء العمليات، وأن ما يحصل هو ترجمة للعقلية السياسية والجيواستراتيجية الروسية، فلقد تعودنا أن روسيا إذا لم يعجبها شيء لدى جيرانها تقوم بغزوهم».

وبين الباكر إن هذا السلوك الروسي متوقع ومتكرر عبر التاريخ، ونذكر هنا بالغزو السوفييتي لأفغانستان، وكذلك أزمات كوريا والهيمنة على أوروبا الشرقية أثناء الحرب الباردة، بالإضافة إلى دعم الكثير من الحركات الشيوعية والاشتراكية حول العالم، فوضع العالم على صفيح ساخن أمر يفعله الروس».

وأكد أن روسيا قد تستخدم إمدادات الطاقة وإمدادات الغذاء كسلاح ضد أوروبا، حيث أن 40% من الطاقة في أوروبا قادمة من روسيا، وثلث الإنتاج العالمي من القمح قادم من روسيا وأوكرانيا، وسيطرة بوتين على ذلك كله يعني أنه يملك ورقة ضغط ثقيلة ولا يمكن الاستهانة بها.

ورفض الباكر تشبيه بوتين بهتلر، وقال: «بوتين ليس هتلر، نعم هو يملك تطلعات اقتصادية وعسكرية وسياسية كبيرة، إلا أن ما يفعله لا يقارن بما فعله هتلر قبيل الحرب العالمية الثانية عبر ضم النمسا لألمانيا أو ضم المناطق الجرمانية في التشيك وسلوفاكيا إلى الرايخ، وزمن الاستعمار والدكتاتوريات انتهى».

وبين: «إن البقاء في العالم اليوم سياسياً، ليس للأقوى، بل للأكثر نفوذاً، وروسيا تعي ذلك تماماً، وتريد فرض نفوذها على جيرانها، والقوة العسكرية لا تكفي للسيطرة، بل هي تخلق أزمات تزيد من النفوذ».

وأضاف الأمين العام السابق لجمعية التجمع الوطني الدستوري «جود» إن المجتمع الدولي اليوم مطالب بالتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف لإنهاء الأزمة الأوكرانية، قبل أن نصل إلى مرحلة الانهيار الكامل ونقطة اللاعودة، والتي سيكون فيها موجة نزوج وهجرة لملايين السكان من أوكرانيا إلى بولندا ودول غرب أوروبا.

بدوره، قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية المهندس عبد الله الحويحي إن «الأزمة الحالية والاجتياح الروسي الذي بدأ في شرق أوكرانيا يأتي في إطار الصراع الدولي على قيادة العالم، ففي الوقت الذي هيمنت فيه الولايات المتحدة على العالم خلال الثلاثين عاماً السابقة، هناك تشكيل جديد يسعى إلى عالم به نظام القطبين يضع أمريكا والقوى الغربية في كفة، وروسيا والصين في كفة أخرى».

وأضاف الحويحي لـ«الوطن»: «نحن الآن دخلنا في مرحلة الصراع القطبي بين القوتين العالميتين، في إطار صراع رئيس على الأمن، فروسيا تعتقد أن وصول حلف الناتو إلى أوكرانيا يشكل تهديد مباشر على الأمن الروسي، وهي تقوم بهذه الحملة العسكرية لإبعاد خطر «الناتو» عن حدودها».

وعلى المستوى العربي، قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية إن هذا الاستقطاب سيقود إلى مزيد من الانحياز بين الدول العربية سواء إلى هذا القطب أم ذاك، ونتوقع انقسام عربي بين القطبين في إطار التوجهات السياسية للدول العربية، وهذا ما يعني أننا من الممكن أن نشهد صراعات داخلية في بعض الدول العربية».

وعن تأثير نظام القطبين على منطقة الخليج، قال الحويحي إن إيران منحازة بالطبيعة إلى روسيا والصين، وهذا القطب سيكون مؤيد لكل أفعال إيران في منطقتنا، وسيتم دعم إيران في قضاياها المصيرية مثل البرنامج النووي الإيراني، والتخلص من القيود والعقوبات الغربية المفروضة على إيران، وهذا لن يكون في مصلحة دول الخليج».