منذ بدء الألفية الثالثة والبحرين انطلقت بخطوات عملاقة لبناء عهد زاهر جديد يعتمد على التنمية المستدامة النابعة من رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه والتي تبلورت بداية بالميثاق كأساس لانطلاق البحرين نحو خطوات عملاقة وضعت المملكة في مكانة مرموقة بشهادة الأمم المتحدة والدول كافة.

فسياسات البحرين الراجحة التي وضعها جلالته حققت الأثر الفاعل بين النهضة العمرانية والتنمية البشرية بالإضافة إلى صقل السياسات الإنسانية بنقل التجربة البحرينية في التعايش السلمي للعالم، والذي جعل الأمم المتحدة تشيد بسياسة جلالته وأوصت باتخاذ الأسلوب البحريني نموذجاً، فقد كانت الرؤية الثاقبة لجلالته والنابعة من تعاليم ديننا الحنيف وحضارتنا العربية الأصيلة والنبت الطيب لأهل البحرين في التعايش مع الغير الأثر الأعظم في تعظيم «أسلوب التعايش السلمي البحريني» ونقله للعالم.

إن الخطوة العملاقة التي اتخذها جلالته بإنشاء مركز البحرين العالمي للتعايش السلمي وإطلاق كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان في جامعة سابينزا بروما، كانت نظرة مستقبلية سباقة وسط عالم مليء بالصراعات، خصوصاً بعد التطور التكنولوجي الرهيب فالعالم الشاسع أصبح يتأثر بعضه ببعض وأصبحت المسافات ما هي إلا أرقام طوتها البشرية حتى أصبحت وكأنها قرية صغيرة تتأثر بمستصغر الشرر.

فالسياسة البحرينية التي تنأى بنفسها عن الصراعات وتحترم حق الدول والجوار تعمل بجهد للنأي بالبحرين وأشقائها من أية صراعات والتأكيد على احترام سيادة جميع الدول وحقوقها.

لقد اعتمد جلالة الملك طريق البناء والنماء لكل ما هو بحريني فقد شهدت المملكة تطوراً عمرانياً هائلاً خلال العقدين الماضيين سواء على مستوى المدن الجديدة أو الطرق، والنهضة بالشباب البحريني وصقل مهاراتهم ووضعهم على الطريق الصحيح لكي يأخذوا دورهم في استكمال مشوار التنمية التي أرسى قواعدها جلالة الملك المعظم.

فقد أكدت البحرين خلال الأزمات المتتابعة على العالم سواء المالية أو وباء كورونا أو الحروب المستجدة على العالم على قدرتها وقدرة ربانها على قيادة دفة المملكة للخروج من كل هذه التقلبات بأقل الضرر.

فلم تتوقف الحياة الاقتصادية بالبحرين نتاج الأزمات المالية المتعاقبة، بل سطرت البحرين نجاحاً عملاقاً خلالها، واستمر النجاح بالتصدي لجائحة كورونا بقيادة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة والفريق الوطني الطبي البحريني بناء على التوجيهات السامية لجلالة الملك المعظم، وجاءت الأزمة الروسية الأوكرانية بجميع تباعاتها لتؤكد على بعد نظر جلالته واتخاذ مواقف ثابتة تجاه جميع الأطراف تدل على إيمان البحرين بحقوق الجميع.

إن العالم يمر بفترة عصيبة تحتاج إلى التكاتف والاستماع إلى أصوات العقل حتى لا تنزلق البشرية نحو دمار شامل، وهذا ما أكدته التوجهات الملكية السامية ونادت به من خلال سياسات دبلوماسية فاعلة تطالب جميع الدول بتوجهات عقلانية نحو أزمات الوجود التي يعيشها العالم.